نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 452
و تتفاوت مراتب الوحدة في التقدّم و التأخّر بحسب تفاوت بعد الجنس و قربه، و كذلك الواحد بالنوع. و منه واحد بالعدد و هو قد يكون بالاتّصال و قد يكون بالتماسّ و قد يكون لأجل نوعه، و قد يكون لأجل ذاته. و منه الواحد بالموضوع.
و الواحد بالعرض هو أن يقال في شيئين متقاربين: إنّ أحدهما هو الآخر، و ذلك إمّا موضوع أو محمول عرضي كقولنا: «إنّ زيدا و ابن عبد الله واحد» و «إنّ زيدا و الطبيب واحد» ، و إمّا محمولان في موضوع كقولنا: الطبيب هو و ابن عبد الله واحد إذ عرض أن كان شيء واحد طبيبا و ابن عبد الله أو موضوعان في محمول واحد عرضيّ كقولنا:
«الثلج و الجصّ واحد» أي: في البياض.
و الواحد بالنوع واحد بالفصل.
و الواحد بالجنس كثير بالنوع.
و الواحد بالنوع قد يكون واحدا [1]بالعدد، و قد لا يكون.
و الواحد بالاتّصال يستدعي الوحدة بالفعل من جهة، و الكثرة من جهة أخرى.
و هو إمّا حقيقي أو غير حقيقي.
فالحقيقي أن تكون تلك الكثرة بالقوّة ففي الخطوط كالتي لا زاوية لها، و في السطوح: السطح البسيط، و في الجسم: الجسم الكريّ.
و غير الحقيقي ما تكون فيه كثرة بالفعل إلاّ أنّ أطرافها تتلاقى عند حدّ مشترك كالخطوط المتلاقية عند الزوايا، و السطوح. و هذه الواحدة هي الوحدة الاجتماعيّة.
و الواحد بالاتّصال، الحقيقيّ واحد بالموضوع؛ فإنّ الموضوع المتّصل جسم بسيط.
و الواحد بالعدد إن لم يصحّ عليه الانقسام، فإن كان مجرّد أنّه شيء لا ينقسم، فهو الوحدة، و إن انضمّ إليه مفهوم زائد، فإن كان ذا وضع فهو النقطة، و إلاّ فهو المفارق.
و إن صحّت عليه القسمة، فإن تساوت الأجزاء و المجموع، كان هو المقدار إن كان قبوله القسمة لذاته، و إلاّ فهو الجسم البسيط.
و الأجسام المتشابهة الأجزاء إن اعتبر حالها قبل القسمة، كانت واحدة بالاتّصال،