كما يقال: بياض عريض و طويل، و إنسان طويل و قصير باعتبار مقارنتهما للكمّ.
و ظنّ أنّ الثقل و الخفّة أيضا من الكمّيّات [1].
و هو خطأ؛ لأنّهما ميلان يحرّكان الشيء إلى جهتي الفوق أو السفل، و هما لا يقبلان المساواة و التفاوت بالذات، بل يعرض لهما قبولهما.
[28]سرّ
المشهور أنّ هذه الكمّيّات موجودة.
أمّا «الجسم» فقد ذهب قوم إلى أنّه عبارة عن الجسم الذي يمكن فيه فرض أبعاد ثلاثة، و لم يثبتوا زائدا على هذا يكون مقدارا له [2].
و الحكماء عوّلوا في زيادته، على التبدّل حال بقاء الجوهر [3]على ما بيّناه [4].
و أمّا «السطح» و «الخطّ» فقد أنكرهما جماعة؛ لأنّهما نهايتان، و النهاية معناها فناء الشيء و عدمه، فهما أمران عدميّان.
و لأنّهما لو كانا عرضين، لقاما بالجسم، فينقسمان بانقسامه إلى الثلاثة.
و الحكماء قد احتجّوا على ثبوتهما: بأنّ الملاقاة إنّما تحصل بهما؛ و لأنّهما يحدثان حال قطع الأجسام.
و أجابوا عن الأوّل: بأنّ النهاية عارضة للسطح لا أنّه نفسه نهاية.
و عن الثاني: أنّ القائم بالمنقسم لا يجب انقسامه إذا كان حالاّ فيه من بعض الاعتبارات؛ فإنّ السطح و الخطّ حالاّن في الجسم باعتبار عروض التناهي له [5].
و أمّا «الزمان» فقد مضى [6]الكلام فيه.
و أمّا «العدد» فقد نفاه جماعة من الأقدمين، و زعموا أنّه موجود ذهنا لا عينا، و إلاّ
[1] . «البصائر النصيريّة» :27؛ «مجموعة مصنّفات شيخ إشراق»1:236؛ «المباحث المشرقيّة»1:293.
[2] . «الشفاء» الإلهيّات:64؛ «المباحث المشرقيّة»1:277؛ «شرح المقاصد»3:14.
[3] . «الشفاء» الإلهيّات:63 و 111؛ «المباحث المشرقيّة»1:277.
[4] . راجع ص 446.
[5] . «الشفاء» الإلهيّات:112-116.
[6] . راجع ص 256-270.