responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 432

لا يقال: الفلك غير قابل للانفصال.

لأنّا نقول: الجسمية طبيعة نوعية إذا افتقرت في بعض أحوالها إلى الهيولى، افتقرت في الكلّ.

الثاني: إنّ الجسم من حيث إنّه جسم، موجود بالفعل، و من حيث إنّه مستعدّ أيّ استعداد كان، فهو بالقوّة، و الشيء الواحد لا يكون ذا قوّة و فعل [1].

و الحجّة الأولى ضعيفة لوجوه:

1-المنع من وحدة الجسم. و الكلام على ذلك قد مرّ [2].

2-لم لا يجوز أن يكون الاتّصال نفس حقيقة الجسم؟ و يكون معنى قولنا: «إنّه قابل للانفصال» ما نعنيه بقولنا: «الشيء قابل للعدم» .

و الحاصل أنّ الإمكان تارة يعنى به الاستعداد، و تارة يعنى به الأمر اللازم للماهيات، فيجوز أن يكون إمكان الانفصال راجعا إلى المعنى الثاني دون الأوّل.

3-الاتّصال إن عني به ما يفهم الكافّة من المعنى المعقول بين شيئين، فهو أمر عرضي فكيف يتقوّم به الجوهر؟ ! و إن عني به الامتداد الذاهب في الجهات، نازعنا في كونه مغايرا للجسم.

و قوله: «إنّ الجسم قابل للانفصال، و الاتّصال لا يقبله» لا يرد على هذا؛ فإنّ الاتّصال القابل للانفصال هو الذي بالمعنى الأوّل.

و اعتذارهم عن الفلك بأنّ طبيعة واحدة نوعية لا يختلف في الحاجة إلى المحلّ و الاستغناء عنه، ممنوع؛ فإنّهم لم يبرهنوا على ذلك.

و أمّا الثانية فمغالطة نشأت من إهمال الحيثيات؛ فإنّه حقّ استحالة كون الشيء ذا قوّة و فعل من حيثية واحدة، أمّا إذا تعدّدت الحيثيات فلا استبعاد؛ فإنّ النفس جوهر قابل للصور المتعاقبة، مع أنّ هذا لا يقتضي ثبوت هيولى لها. و أيضا الهيولى نفسها جوهر بالفعل، و مستعدّة للصور.


[1] . «الشفاء» الإلهيّات:66.

[2] . انظر أوّل قسم الطبيعيّات.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست