و الثاني: الجوهر القابل للأبعاد الثلاثة، المتقاطعة على زوايا قائمة. و لا شكّ في وجوده، و إنّما المشاجرة في أجزائه.
و الكلام على الجزء الذي لا يتجزّأ قد مضى [2]، فلنشرع الآن في أجزائه المشهورة عند القوم.
قالوا: الجسم مركّب: من محلّ هو الهيولى [3]، و من حالّ فيه هو الصورة [4].
و لا يكفي في تعريف الهيولى «إنّها الجوهر القابل للصور» ؛ فإنّ النفس داخلة في هذا [5].
و لا [6]أن يقال: «إنّها الجوهر القابل للصور، الذي ليس له معنى غير القابلية» فإنّ القابلية ليست من المعاني الجوهرية، و أنت قد عرفت [7]أنّ جزء الجوهر جوهر [8].
و أجود ما يقال في تعريفها: «إنّها الجوهر القابل للصور الجسمانية» [9].
و قد يجري في الكتب أنّ الهيولى معدومة في حدّ نفسها أو أنّها أمر عامّ
[3] . «الهيولى» لفظ يوناني بمعنى الأصل و المادّة. و في الاصطلاح: جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتّصال و الانفصال محلّ للصورتين: الجسمية و النوعية. انظر: «كتاب التعريفات» :321/1595.
[4] . «النجاة» :98؛ «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:36؛ «المباحث المشرقيّة»2:46؛ «إيضاح المقاصد» 2:6؛ «شرح المقاصد»2:5.