نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 429
قوله أوّلا: «إنّ اشتداد الشيء يقتضي تغاير أنواع الاشتداد بحيث يكون ما يوجد في كلّ آن متوسّطا بين ما يوجد في آنين يحيطان بذلك الآن» لا يخلو عن تناقض.
و من خواصّه: أنّ الواحد منه قد يكون موضوعا لأضداد كثيرة لتغيّره في نفسه، لا كالظنّ الصادق إذا كذب لتغيّر الشيء المظنون؛ فإنّ صدقه و كذبه ما كان لتغيّر الظنّ في نفسه، و لا لكون السطح أسود أو أبيض فإنّه لتغيّر في الجسم، و الجسم الكلّي كونه مقولا على الأبيض و الأسود ليس لتغيّره في ذاته، بل لمطابقته الأشياء المختلفة في الألوان و غيرها.
و لا نعني بقولنا: «لتغيّره في نفسه» تغيّر الجوهر في ذاته، بل أن يكون التغيّر واقعا في ذاته بالنسبة إلى هيئته، و يكون محلّ هذا التغيّر باعتبار الهيئات، ذاته.
و هذه الخاصّة غير شاملة؛ فإنّ العقليات لا تتغيّر، و النفوس البشرية تتغيّر في أخلاقها و ملكاتها و اعتقاداتها.
و قد توهّم بعض الناس أنّ بعض الأعراض كذلك؛ فإنّ اللون يقبل فصلي السواد و البياض [1].
و هو خطأ؛ فإنّ السواد إذا زال فصله عن اللونية، لم تبق اللونية حتّى تقبل فصل البياض.
[19]سرّ
الجوهر إمّا أن يكون في محلّ، و إمّا أن لا يكون.
و الأوّل هو الصورة.
و الثاني إن كان محلاّ، فهو الهيولى، و إن لم يكن محلاّ، فإن كان مركّبا من الحالّ و المحلّ، فهو الجسم، و إلاّ فإن كان متعلّقا بالأجسام تعلّق التدبير، فهو النفس، و إلاّ فهو العقل. و الكلام في النفس قد مرّ [2]. فلنجرّد الكلام في البواقي بعون الله تعالى.