نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 425
بل في الوجود الفعلي، و هو ممكن، و نحن لم نجد للقدماء برهانا قاطعا على ذلك، فشككنا فيه.
[16]سرّ
الكلّيات من الجواهر جواهر أيضا؛ فإنّ الجوهر عبارة عن الماهية التي إذا وجدت في الأعيان، كانت لا في موضوع [و لا شكّ في أنّ الكلّي من الجواهر إذا وجد، كان وجوده لا في موضوع] [1]فهو جوهر.
و لا يشترط في الجوهر الوجود الفعلي، و إلاّ لكان الشكّ في وجود زيد يقتضي الشكّ في جوهريته، فالإنسان إنّما هو جوهر؛ لأنّه إنسان لا لأنّه موجود-في الأعيان أو في الأذهان-لا في موضوع، و إلاّ لكان مقولا بالتشكيك. و لو كان إنّما هو جوهر باعتبار عوارض تعرض له فتشخّصه، لكانت الجوهرية عارضة للماهية. و لمّا كانت العوارض و المشخّصات لا تخرج الماهيّات عن حقائقها، كانت كلّيات الجواهر، و شخصيّاتها أيضا جواهر.
و بعض الناس ظنّ أنّ الكلّي ها هنا هو الماهيّة مع قيد الكلّية [2].
و هو خطأ؛ فإنّ الكلّي بقيد الكلّيّة انّما هو وجوده في الذهن لا بجزء منه [3]، و لا يستغني في وجوده عنه، فيكون عرضا، و يستحيل وقوعه في الأعيان.
نعم، يجوز أن يوجد له مثال من وجه، و يكون مستغنيا عن الموضوع، و لا استبعاد في ذلك، فمثال الجوهر عرض لا يستغني عن الموضوع الذي هو الذهن و إن كان الجوهر الخارجي مستغنيا عن الموضوع.
سؤال: إنّك ذكرت أنّ العوارض لا تخرج الماهيّات عن حقائقها، و قد جعلت الكلّيّ الموجود في الذهن عرضا، و قيدا «الكلّيّة» و «الوجود في الذهن» عارضان، فكيف الجمع بين القولين؟