نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 424
المبحث الثاني: في أحكام كلّية للجواهر
المشهور عند القدماء أنّه جنس عال، و هو أحد المقولات العشر.
و نازعهم في ذلك جماعة من المتأخّرين، ظانّين أنّ «الموجود» من الأعراض العامّة، و تقييده بعدم الكون في الموضوع، لا يصيّره جنسا [1].
و هو خطأ؛ فإنّ قولنا: «الجوهر هو الموجود لا في موضوع» لم نعن به أنّ حقيقة الجوهر هي ذلك، و لا أنّ هذا القول حدّ للجوهر، و إنّما هو قول رسميّ.
قالوا: فيجب أن يكون فصله جوهرا؛ لأنّ مقوّم الجوهر جوهر، و يلزم دخول الجنس [2]في الفصل.
قلنا: لا ندّعي جنسيّة الجوهر لكلّ شيء؛ فإنّه ربّما كان عارضا لشيء و من جملته الفصول.
و قولنا: «يجب أن يكون مقوّم الجوهر جوهرا» لا نعني به أنّ الجوهرية مقوّمة له، بل إنّها مقولة عليه.
قالوا: أنواع الجواهر إن كانت بسيطة، لم يكن جنسا. و إن كانت مركّبة، فبسائطها إن كانت جواهر، فكذلك، و إلاّ تقوّم الجوهر بالعرض.
و الجواب عنه قريب ممّا مرّ.
و نقل عن بعض القدماء أنّ الجوهر مقول على الأجسام بالتواطؤ فجاز أن يكون جنسا لها، أمّا على جميعها [3]فليس كذلك؛ فإنّ الهيولى و الصورة كلّ منهما أقدم من المركّب في معنى الجوهريّة، و قد بيّنّا نحن في القواعد السالفة أنّ الجنس لا يقع بالتشكيك.
و الجواب: أنّ المادّة و الصورة كلّ منهما ليس أقدم من المركّب في معنى الجوهرية،
[1] . انظر: «مجموعة مصنّفات شيخ إشراق»1:222؛ «المباحث المشرقيّة»1:243.