نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 396
أن يوجد له هذا الحدّ دون صاحبه إلاّ لأمر به يستحقّ إلحاق هذا الحدّ به بدون صاحبه، و لا الخيال يفرضه كذلك بشرط يقرب به؛ بل يتخيّله كذلك دفعة.
و أيضا قد يتصوّر صورة إنسان أكبر، و آخر أصغر، و الصغر و الكبر لا يستندان إلى الخارج؛ لما مرّ، و لا إلى الصورتين لاتّفاقهما في الماهيّة فلا بدّ و أن يكون ذلك لاختلاف المحلّ.
و أيضا لا يمكننا تخيّل بياض و سواد في شبح واحد، و يمكننا ذلك في جزءين، و لو كان كلا الخيالين يرتسمان في غير المنقسم، لما افترق الحال بين الممكن و المتعذّر [1].
و هذه الحجج لا يخفى ضعفها.
المبحث السادس: في بقيّة الكلام في أحوال النفس
كلّ واحد يشعر بذاته و بأنّه هو الذي اشتهى، و أنّ الذي اشتهى هو الذي غضب، و أنّ لكلّ شخص نفسا واحدة فليس لبدن واحد نفسان.
و من قال من القدماء: إنّ للإنسان نفسا حيوانية، و للحيوان نفسا نباتية، إنّما أراد به مجموع القوى النباتية و الحيوانية.
و كذلك ليس لنفس واحدة بدنان، و إلاّ لكان أحد البدنين إذا أحسّ شيئا أو اشتهى أو غضب، حصل ذلك للبدن الآخر.
و الإنصاف يقتضي أنّ هذا الكلام لم تظهر استحالته بالبرهان.
[70]سرّ
المشهور أنّ النفوس البشرية متّحدة بالنوع؛ قالوا: لأنّها لو كانت مختلفة بالنوع، لكانت مركّبة من الجنس و الفصل، و التركيب من خواصّ الأجسام [2].
و هذه الحجّة ساقطة بالكلّية؛ فإنّ التركيب إن أريد به التركيب من الأجزاء العقلية، فليس من خواصّ الأجسام. و كيف؟ و عندهم أنّ التركيب من الجنس و الفصل قد يعرض