responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 391

الثاني: جذب العقل أو الوهم إيّاها و استعمالها فيما يرومانه بصدّها عن العمل.

ففي حالة النوم يزول أحد الشاغلين و هو الأوّل، و في حالة المرض يزول أحدهما و هو الثاني؛ فإنّ النفس إذا التفتت إلى البدن، و اشتغلت بتدبيره، و أعرضت عن هذه القوّة، فيأخذ في التصوير و التشبيح في هاتين الحالتين، و ينطبع ما تصوّره، في الحسّ المشترك، فيصير مشاهدة؛ لأنّ المشاهدة ليست مشاهدة لكونها مستفادة من الخارج؛ بل لحصول المشاهد في الحسّ المشترك، و هذه الصور التي تركّبها المتخيّلة قد تكون كاذبة و قد تكون صادقة، فالكاذبة على ثلاثة أوجه:

أحدها: إنّ الإنسان إذا أحسّ بشيء، و بقيت صورة المحسوس في الخيال فبعد النوم ترتسم تلك الصورة في الحسّ المشترك.

و ثانيها: إنّ المفكّرة تؤلّف صورة و ترتسم في الخيال، فعند النوم ترتسم في الحسّ المشترك.

و ثالثها: قد يتغيّر مزاج الروح الحامل للمتخيّلة فتتغيّر أفعالها؛ فالمشاهد للنيران يتغيّر مزاجه إلى الحرّ.

و أمّا الصادقة فإنّما تكون لأنّ جميع الأمور الكائنة مرتسمة في العقول، و للنفس اتّصال بها، و العائق لها الاشتغال بالبدن و مع اتّفاق فراغها تميل الى الاتّصال لكونه أليق بها، فينطبع فيها ما هو أقرب إليها من الأهل و الولد.

و المتخيّلة من شأنها المحاكاة فتحاكي تلك المشاهدات الكلّية بصورة جزئية، و تنطبع في الحسّ المشترك، فتصير مشاهدة، فإن كانت تلك الصور شديدة المناسبة للمعاني الكلّية حتّى لا يقع تفاوت بينهما إلاّ بالكلّية و الجزئية، كانت الرؤيا غنيّة عن التعبير. و إن كانت ضعيفة المناسبة، كما يقع بين الشيء و ضدّه أو لازمه، افتقر إلى التعبير. و إن لم تقع مناسبة كانت أضغاث أحلام.

و ربّما رأى الإنسان تعبير رؤياه في رؤياه، فيكون ذلك تذكّرا؛ فإنّ القوّة المفكّرة كما تنتقل من الأصل إلى المحاكاة للمناسبة فقد تنتقل من المحاكاة إلى الأصل بسبب تلك المناسبة. و أكثر من يتّفق له ذلك من تكون همّته مشغولة بما رأى، فإذا نام بقي الشغل به

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست