نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 390
إعراضا طبيعيا لا كالإغماء و الغشيان.
و تنجذب الروح في النوم من الظاهر إلى الباطن، فتتعطّل الحواسّ الظاهرة؛ لأنّ النفس إنّما تتعلّق أوّل تعلّقها بالروح، و هو جسم لطيف حارّ يتولّد من القلب، و يحصل من لطافة الأخلاط و بخاريّتها و هو حامل جميع القوى، فإذا انصبّ إلى داخل، لم يبق له تعلّق بالظاهر، فيتعطّل إدراك النفس بالأعضاء الظاهرة.
و قد يحدث النوم لمعاونة القوى الطبيعية؛ فإنّ النفس إذا اشتغلت بجانب، ينقطع عنها الجانب الآخر.
و قد يكون لتحلّل الروح و ضعفه، فيقصر عن الانبساط، و يعود [1]و تنجذب معه القوّة البدنية لأنّه هو حاملها.
و هذا التحلّل قد يكون من كثرة الحركات البدنية، و قد يكون من كثرة الأفكار، فيتحلّل أكثر ممّا يرد من الجدّ [2].
و الفكر قد يكون سببا للنوم؛ فإنّه يعرض منه تسخين الدماغ فتنجذب الرطوبات إليه؛ لأنّ الرطوبة تنجذب إلى حيث تغلب فيه الحرارة فيمتلئ الدماغ من الرطوبة، و يثقل، و يعجز عن الحركة. و قد تمتلئ الأعصاب و تنسدّ من أبخرة، فلا يبقى للروح منفذ.
و قد يكون لغلظ الروح و جموده بسبب البرد. و قد يحصل انقباض لروح إلى داخل بسبب الخوف، فيعرض النوم.
[67]سرّ
من شأن القوّة المتخيّلة التصوير و التشبيح، و لو خلّيت و طباعها لما قرب عن هذا الفعل، لكن يصدّها عن هذا الفعل أمران:
أحدهما: انتقاش الحسّ المشترك بالصور الكثيرة الخارجية بحيث لا يبقى من اللوح شيء إلاّ و قد اشتغل بالانتقاش فلا يبقى قابل لما تصوّره المتخيّلة.