نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 389
أمّا الأوّل: فلاحتمال أن يكون ذلك التجويف شرطا لكمال إدراك القوّة المنسوبة إليه من غير حلول فيه. ثمّ كيف يمكن هذا الفرض في القوّة الوهمية و المتخيّلة و تجويفهما واحد؟
و أمّا الثاني: فلأنّه لو سلّم لكان في الأمور المجرّدة من حيث بساطتها، لا في القوى البدنية-التي لها تركيب مع الموادّ و الأعضاء-و تصرّفات النفس، و غير ذلك ممّا يقتضي التكثّر.
[66]سرّ
و أمّا قوّة التحريك فإنّها تنقسم إلى قوّة محرّكة على أنّها باعثة، و إلى قوّة محرّكة على أنّها فاعلة.
فالباعثة هي القوّة الشوقية فإنّ الحيوان ما لم يشتق إلى ما يدركه حسّا أو عقلا أو خيالا، لا يتحرّك إليه بالإرادة.
و الشوق غير الإدراك؛ فإنّا قد ندرك أشياء لا يقع لنا إليها شوق. و الشوق إنّما يكون لجذب ملائم أو لدفع منافر، و الأوّل هو القوّة الشوقية الشهوانية. و الثاني هو القوّة الغضبيّة.
و الفاعلة هي القوّة المحرّكة في الأعصاب و العضلات، يصدر عنها تشنّج العضلات لجذب الأوتار و الرباطات و إرخائها.
و أثبتوا قوّة أخرى هي الإجماع. قالوا: لأنّه قد يكون شوق و لا إجماع فيه [1].
و لعلّ للمنازع أن يطعن في هذا، و يجعل الإجماع قوّة الشوق.
و اعلم أنّ اليقظة حالة تكون النفس فيها مستعملة للحواسّ، و القوى المحرّكة في أمور ظاهر البدن بالإرادة، و ليس استعمال الحاسّة بالفعل شرطا لليقظان، بل هي حالة يتأتّى فيها هذا بالفعل.
و النوم مقابل لها، و هو حالة إعراض النفس عن الأمور الظاهرية إلى الأمور الداخلية