نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 356
من الكبير، فإذا استولى البرد على الظاهر، قلّ موضع تأثير المسخن فقوي فعله [1].
و في هذا الكلام: نظر؛ فإنّ هذا لا يتأتّى في القوى الطبيعية؛ فإنّها تنقسم بانقسام محالّها، فإذا استولى البرد على الظاهر، بطلت قوّته، و تسخّن الباطن بقوّته من غير معاوقة قوّة الظاهر؛ إذ هي قد بطلت.
[57]سرّ
إنّ الجسم كلّما زاد مقداره، زادت كيفيته كالنار العظيمة إذا أدخل فيها حديدة؛ فإنّها تحمى بسرعة، و في الصغيرة تسخّن ببطء أقلّ، مع أنّ المجاور للحديدة-من النار -واحد. و كذلك الماء الكثير و الصغير [2]إذا انغمس فيهما منغمس.
و للناس فيه رأيان:
أحدهما: أنّ الجسم تزداد كيفيّته بزيادة مقداره؛ لأنّ الماء إذا جاور ماء آخر، كان له برودة بطبيعته و برودة أخرى بسبب مجاوره، فإذا جاوره جسم حارّ انكسرت كيفيته بزيادة في نفسه. و هذا الرأي ممّا مال الشيخ إليه [3].
و نقل عمّن تقدّمه اعتراضا على هذا، فقال: لو كانت الزيادة في المقدار توجب الزيادة في الكيف، لكان نسبة برد ماء البحر إلى برد ماء آخر كنسبة الماءين و ليس كذلك؛ فإنّ برد ماء البحر و إن كان شديدا إلاّ أنّه لا يبلغ في الشدّة بحيث تبقى نسبته إلى نسبة مقدار الآخر.
و أجاب عنه: بأنّ هذا إنّما يجب لو ثبت أنّ النسبة الحاصلة في الأصل محفوظة في الزيادة، و ذلك غير معلوم [4].
و الثاني: رأي من يقول: إنّ الجسم المائيّ الكبير يتدارك بأجزائه البعيدة ما يحصل للقريبة من السخونة المستفادة من الجسم المنغمس فيه، و الجسم الصغير ليس له ما يفي بتدارك برودته الزائلة عن الأجزاء القريبة [5].