responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 355

و من المنسوب إلى المنفعلتين إمّا لليابس فكالابتلال و الانتقاع و النشف و الميعان، و إمّا للرطب فكالجفاف.

[56]سرّ

و من المحسوس: أنّه إذا اشتدّ حرّ على ظاهر بارد، اشتدّ برد باطنه، و بالعكس.

و هذا هو المسمّى بالتعاقب.

و للقدماء فيه رأيان:

أحدهما: أنّ الحرارة و البرودة يهرب كلّ منهما عن الآخر، فإذا استولت إحداهما على الظاهر، هربت الأخرى إلى الباطن، و بالعكس كما يهرب الماء عن النار.

و هذا المذهب بطلانه ببطلان انتقال الأعراض.

الثاني: أنّ هذا إنّما يكون في جسم يسخن بسبب سريان جسم حارّ فيه أو يبرد بسبب سريان جسم بارد لطيف، فإن كان الجسم حارّا، فاستولى البرد على ظاهره، و لم يتحلّل، فازداد سخونة أو كان المستولي حرّا فجفّف الظاهر و كثفه؛ فإنّ ذلك الجسم اللطيف لا يتحلّل بل يبقى داخلا محتقنا، و يزداد لا محالة قوّة؛ إذ لو لا الاحتقان لكان يتحلّل [1].

و هؤلاء لا يصدّقون بأمر القنى و الآبار [2]. و يجعلون ذلك من أغاليط الحسّ كما يعرض لداخل الحمّام؛ فإنّه يستسخن ما يقتضيه من ماء فاتر، فإذا استحمّ، استبرد ذلك الماء بعينه؛ لأنّه في أوّل دخوله كان بارد البشرة، فكان الماء بالقياس إليه حارّا، و لمّا أقام سخنت بشرته حتّى غلبت سخونة الماء فأحسّ ببرده. و كذلك الآبار في الشتاء فإنّها أبرد من مياه القنى، و في الصيف أسخن [3].

و الشيخ أبطل هذا بأنّ المياه المذكورة قد أسخنت في الشتاء فأذابت الجمد في حال الملاقاة، و في الصيف لا تذيبه في الحال.

ثمّ إنّ الشيخ ذكر السبب فيه، و هو أنّ القوّة الواحدة تفعل في الجسم الصغير أكثر


[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:211، الأفعال و الانفعالات؛ «المباحث المشرقيّة»2:173.

[2] . «القنى» جمع القناة: ما يحفر في الأرض ليجري فيه الماء. و «الآبار» جمع البئر.

[3] . «الشفاء» الطبيعيّات:212، الأفعال و الانفعالات.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست