responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 357

و ردّ الشيخ هذا الرأي كلّ الردّ، بأن قال: هؤلاء يجعلون الأحرّ [1]أبرد من الأجزاء. و ليس يجب أن يتسخّن الشيء حتّى يبرد، بل البارد الذي ليس بجامد فيه قبول زيادة البرد، فتكون الأجزاء كلّما تجاورت ازدادت برودة و إن لم يكن ثمّة مسخّن.

و أورد على نفسه: بأنّ الماء متشابه، فيستحيل أن يفعل جزء منه في جزء؛ لأنّ الشيء لا يفعل في شبيهه، فما دام المجاور البارد باردا لا يتأثّر، و أمّا إذا تسخّن بسبب مجاور، أمكن أن يتأثّر.

و أجاب عنه: بأنّ البارد لا ينفعل من المجاور من حيث هو بارد، بل من حيث كون المجاور مبرّدا و هو ناقص البرد، مستعدّ للزيادة، و المستعدّ من حيث هو مستعدّ مقابل للحاصل بالفعل.

و معنى قولهم: «الشيء لا يفعل في شبيهه» هو أنّ الشيء الحاصل بالفعل يستحيل أن يقال: إنّه مستفاد من طارئ من شأنه أن يحدث عنه مثل ذلك الحاصل، بخلاف ما يعرض إذا كان الطارئ بهذه الصفة، و المطروء عليه عادم لذلك الشيء الذي فرضناه فيما كلامنا فيه حاصلا، بل فيه ضدّه.

و أمّا الزيادة على الحاصل فقد تقع من الطارئ إذا كان بطبعه فاعلا لها، و كان المجاور فيه بقيّة استعداد لقبولها كيف كان الطارئ في كيفيّته كان قويّا أو ضعيفا إلاّ أن يكون ضعفه في تلك الكيفيّة يجعله إلى ضدّها أقرب، فيكون القاهر في التأثير هو الضدّ، فهذا الذي يجب تسليمه من قول الناس: «الشيء لا يفعل في شبيهه» . على أنّ المبرّد هو الطبيعة، و هي غير باردة، و المتبرّد هو المادّة المجاورة [2].

المبحث السادس: في الكائنات التي لا نفس لها

سبب التحجّر أنّ الطين اللزج إذا عملت فيه الحرارة، فإذا استحكم العمل، و اشتدّت الممازجة بين الرطب و اليابس، صار حجرا.

و لا تتكوّن الأرض الخالصة في أكثر الأمر؛ فإنّ استيلاء اليبس يفيدها


[1] . في «م» : الأجزاء.

[2] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:216، الأفعال و الانفعالات.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست