نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 350
قلنا: كيف تقتضي الطبيعة كيفيتين متنافرتين؟ ! ثمّ كيف تكون الرطوبة-بمعنى رقّة القوام-مانعة من السخونة؟ ! و قد مضى [1]في كلامنا ما يمكن أن يكون اعتراضا على هذا.
و أمّا كيفيّته الانفعالية فالرطوبة، و هو أمر ضروري إذا فسّرت الرطوبة بمعنى سهولة قبول الأشكال لا بمعنى البلّة.
و نقل أنّ كرة النار لمّا كانت محيلة لما يلاقيها إلى طبقتها، كانت طبقة واحدة، و أمّا الهواء فله أربع طبقات.
الأولى: الطبقة التي تلي الأرض.
و الثانية: الطبقة الباردة.
فأمّا القائلون بسخونة الهواء فإنّهم علّلوا برودة هذه الطبقة بارتقاء الأبخرة إليها.
و أمّا القائلون بأنّه لا يقتضي السخونة فقالوا: السبب فيه بعده من الأرض؛ فإنّ القريب منها يتسخّن لمجاورته إيّاها.
الماء الذي هو أحد الأسطقسّات محيط بالأرباع الثلاثة من الأرض على سبيل الظنّ و هو ماء البحر، و إلاّ لكان إمّا فوق الأرض أو تحتها، و الثاني باطل، و إلاّ لكان عنصر الماء أصغر كثيرا من الأرض، و أن يكون منشورا. و إن كان فوقها فهو البحر.
و سبب ملوحته اختلاط أجزائه المائية بالأجزاء الأرضيّة المرّة الطعم، المحترقة، و لا تستند الملوحة إلى ذاته، و إلاّ لكان كلّ ماء ملحا، و لا إلى اختلاط الهواء به؛ فإنّه يزيده عذوبة.
و قال بعض الأوائل: سبب ملوحة البحر كونه عرق الأرض [3].