نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 349
عليها، و هذا يكون في نار ذات ضعف، و أكثر الانطفاء عندنا من قبيل هذا الأخير، و أمّا في الجوّ العالي فمن الأوّل.
و ليست النار المشتعلة، نارا واحدة ثابتة على الاستمرار، بل كلّ نار تشتعل فهي تنطفئ، و تتجدّد أخرى بعدها على الاتّصال.
و قد جعلوا كرة النار متحرّكة على الدور، و استدلّوا فيه بأمرين:
أحدهما: الشهب.
و الثاني: اختصاص كلّ جزء منها بجزء من أجزاء الفلك؛ لكونه مكانا له.
و هذان ضعيفان.
أمّا الأوّل فلأنّ الشهب لا تتحرّك جميعها على الدور.
و أمّا الثاني فلأنّ الأجزاء التي في النار و التي في الفلك ليست حاصلة بالفعل، بل بالقوّة فلا مكان بالفعل.
ثمّ ما بال الهواء ساكنا و لم يتحرّك كتحرّك كرة النار بسبب اختصاص الأجزاء الهوائية بالأجزاء النارية لكونها مكانا لها؟
[52]سرّ
الهواء كيفيّته الفعلية، الحرارة؛ فإنّ الماء إذا أريد انقلابه إلى الهواء، سخن فضل سخونة [1].
و في هذا الوجه: نظر؛ فإنّه لا استبعاد في أن تكون السخونة تقتضي اشتداد الاستعداد للصورة الهوائية، و إن لم يكن الهواء حارّا، فليس كلّ ما أعدّ شيئا، كان ذا كيفية مماثلة له؛ فإنّ الشيء قد يؤدّي إلى مقابلة كالحركة.
و قد نازع في هذا جماعة، قالوا: لأنّه لو كان الهواء حارّا لكان بالغا في الحرارة؛ إذ الطبيعة فاعلة، و المادّة قابلة [2].
فإن قلتم: الرطوبة مانعة من كمال الحرارة.
[1] . انظر كلام المصنّف (قدّس سرّه) حول هذا المبحث في كتابه «كشف المراد» :119.