و أمّا الخشونة و الملاسة فالحقّ أنّهما من باب الوضع. و سيأتي تفسيرهما.
و عرّف الشيخ [2]اللذع: بأنّه كيفية نفّاذة جدّا لطيفة يحدث في الاتّصال تفرّقا كثير العدد، متفاوت الوضع، صغير المقدار، فلا يحسّ بكلّ واحد بانفراده، و يحسّ بالجملة كالوضع الواحد.
و التخدير بأنّه يزيد العضو بحيث يصير جوهر الروح-الحاملة قوّة الحسّ و الحركة إليه-باردا في مزاجه، غليظا في جوهره، فلا تستعملها القوى النفسانية، و يجعل مزاج العضو كذلك؛ فلا يقبل تأثير القوى النفسانية [3].
المبحث الثالث: في المزاج
و رسموه: بأنّه كيفية متوسّطة تحصل من كيفيات متضادّة، متفاعلة بعضها في بعض [4]. و إذا حمل التضادّ على التضادّ الحقيقي، لم يتناول هذا الرسم الأمزجة.
و في كون الكيفيات هي المتفاعلة نظر.
سيأتي البحث فيه.
قالوا: فلا يصحّ أن يكون الأسطقسّ واحدا و إلاّ لما حصل الفعل و الانفعال؛ فلم يحصل الامتزاج؛ فإنّ الفعل و الانفعال قد دلّ على ثبوت قوى متضادّة، و يستحيل صدور تلك القوى عن صورة واحدة، فإذن هي كثيرة ذات صور تصدر عنها كيفيات يتمّ فيما بينها فعل و انفعال؛ فيجب أن تكون أسطقسّات حتّى تتكوّن منها المركّبات بالامتزاج. و لأنّها أسطقسّات للأجسام المحسوسة لا الموهومة، فكيفياتها محسوسة، و المحسوسة متصنّفة بحسب تصنّف الحواسّ، و لا تفيد سوى الكيفيات الملموسة؛ فإنّ المحسوس بالبصر كالألوان، أو بالسمع كالأصوات، أو بالشمّ كالروائح، أو بالذوق