responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 343

كالطعوم، ليست كيفيات أولى؛ فإنّ كثيرا من الأجسام يخلو من هذه [1].

و السبب فيه أنّ هذه الحواسّ إنّما تحسّ بتوسّط أجسام أخرى بينها و بين المحسوسات، فتلك الأجسام يجب خلوّها عن تلك الكيفيات؛ فإنّ البصر إنّما يدرك بتوسّط الهواء الشفّاف الخالي عن اللون، و السمع إنّما يدرك بتوسّط الهواء أيضا. و كذلك الشمّ.

و الذوق إنّما يدرك بتوسّط الرطوبة اللعابية الخالية عن الطعوم، و إلاّ لما أدركتها على هيئتها؛ فإنّ الممرورين لا يدركون الطعوم على ما هي؛ لالتصاق المتوسّط بالطعم.

و إذا كانت الأجسام تخلو عن هذه، يستحيل أن تخلو عن أوائل الملموسات، فالملموسات هي النافعة في الامتزاج، و ليس كلّها نافعا فيه سوى الكيفيتين الفعليتين و هما الحرارة و البرودة و ما ينسب إليهما، و الكيفيتين المنفعلتين و هما الرطوبة و اليبوسة و ما ينسب إليهما.

و أمّا اللطافة و الكثافة و الجفاف و البلّة فهي راجعة إلى الرطوبة و اليبوسة ببعض الاعتبارات.

و أمّا اللزوجة و الهشاشة فهما كيفيّتان مزاجيّتان من الرطب و اليابس على ما فسّرا به [2].

و أمّا الثقل و الخفّة فإنّهما من الكيفيّات التي توجب المنافرة؛ فهي ممّا ينافي الامتزاج الذي لا يتمّ إلاّ بالمفاعلة.

و أمّا الخشونة و الملاسة فإنّهما من باب الوضع.

و أمّا الصلابة و اللين فهما من الكيفيّات المزاجيّة أيضا.

أقول: هذا الكلام كلّه لا يخفى أنّه من باب الظنون، و هم معترفون بأنّ استناد حصر الكيفيات-التي يكون بها الامتزاج-فيما ذكروا إنّما هو الاستقراء. و قد عرفت ضعفه.

و تعليلهم بأنّ المزاج إنّما يكون من هذه؛ إذ الأجسام تخلو عن سائر الكيفيات الأخرى، فيه نظر؛ فإنّه لا يجب أن تكون الكيفية التي يحصل بها المزاج ملازمة للجسم؛ فإنّ الماء الحارّ و البارد إذا امتزجا حصل كيفيّة متوسّطة بينهما مع خلوّ الماء منهما معا.


[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:147-148، الفنّ الثاني في السماء و العالم.

[2] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:151، الكون و الفساد؛ «المباحث المشرقيّة»1:396.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست