نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 341
و ثانيهما: إنّها الكيفية التي بها يكون الجسم سهل التشكّل بشكل الحاوي الغريب، سهل الترك له.
فإن فسّرناها بالأوّل، لم يكن الهواء رطبا، و إن فسّرناها بالثاني، كان رطبا، و كانت النار أرطب.
و الجمهور يفسّرون الرطوبة بالبلّة، و لذلك لا يجعلون الرطب غير الماء.
و ذكر الشيخ أنّ البلّة هي الرطوبة الغريبة الجارية على ظاهر الجسم كما أنّ الانتقاع هي الرطوبة الغريبة النافذة إلى باطنه [1].
و الجفاف عدم البلّة فيما من شانه أن يبتلّ.
و أمّا اليبوسة فإنّها كيفية تقتضي عسر التفرّق و الاتّصال و الشكل. و الجمهور يطلقونها على الجفاف [2].
و أمّا اللّطافة فإنّها تقال على رقّة القوام-و هي سهولة قبول الأشكال الغريبة و تركها، و قبول الانقسام إلى أجزاء صغيرة، و سرعة التأثير من الملاقي-و الشفّافية بالاشتراك.
و اللزوجة كيفيّة يكون الجسم بها سهل التشكّل، عسر التفريق، و يمتدّ بها متّصلا، و تحدث من امتزاج الرطب الكثير باليابس القليل.
و الهشاشة ما تقابلها، و كذلك السلاسة.
و أمّا الثقل و الخفّة فقد مضى البحث فيهما.
و أمّا الصلابة و اللين فالحقّ أنّهما من باب الكيفيات الاستعدادية لا من باب المحسوسات.
فاللين كيفية تقتضي قبول الغمز إلى الباطن، و يكون للشيء بها قوام غير سيّال؛ فينتقل عن وضعه، و لا يمتدّ كثيرا، و لا يتفرّق بسهولة، و يكون قبوله الغمز من الرطوبة، و تماسكه من اليبوسة.
[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:151، الكون و الفساد؛ «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:246.