responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 338

و أجيب: بأنّها لا تظهر؛ لكونها مكسورة الكيفيّة للمزاج، و لا يمكنهم أن يقولوا بمثله؛ لأنّه يناقض مذهبهم [1].

و أيضا فإنّ الظهور لا بدّ له من سبب فإن كان قوّة طبيعية، وجب أن لا تبقى إلى وقت، و كان الإحساس بحرارة الماء حاصلا أبدا.

و إن كان السبب خارجيا، فهو إمّا جذب أو دفع، إمّا مع مماسّة أو بدونها، و لو كان مع مماسّة، لوجب أن يكون كلّ كائن يزيد مقداره؛ لنفوذ الجاذب أو الدافع. و إن كان لا عن مماسّة، بل لأنّ النار الخارجة مجاورة للكائن فلم لا تقتضي الأجزاء الكامنة الخروج لمجاورة بعضها بعضا [2]؟

و القول بالورود أيضا باطل؛ فإنّ الإنسان قد يغضب فيسخن في بشرته، و الجسم يتحرّك فيسخن من غير ورود نار غريبة إليه.

و أيضا فإنّ أعظم الأجسام كبرا قد يحترق بمماسّة نار صغيرة إليه كالجبل من الكبريت إذا قربت إليه شعلة مصباح ثمّ أزيل عنه فإنّه يشتعل كلّه نارا.

و أيضا فإنّ الجسم إذا وضع على الجمد، اجتمع على طرفه قطرات ماء مع استحالة صعود الماء إلى أطراف الكوز فإنّه لا يقتضي الصعود. و لا يمكن أن يقال: إنّ الماء ورد عليه من خارج، و إلاّ لكان إذا أزيل ذلك القطر المجتمع، ثقل في المرّة الثانية، أو يبطئ زمان اجتماعه فلم يبق، إلاّ أنّ الهواء المحيط بطرف الآنية يشتدّ برده؛ لاشتداد برد الآنية فيكوّن ماء.

قيل على هذا: إنّ تبريد الإناء للهواء أعظم من تبريد الأراضي الجمدية إيّاه في صميم الشتاء، بل في المواضع التي تستتر الشمس عنها ستّة أشهر، و ذلك يقتضي انقلاب الهواء ماء. و لأنّ بعد نزول الثلج يصير الهواء أبرد و يوم الصحو أبرد من يوم المطر، فيستمرّ المطر و الثلج إلى أن يتغيّر الفصل.

أجاب عن هذا بعض المحقّقين: بأنّه يجوز تخلّف الكون لموانع مجهولة و هو غير قادح في الكون [3].


[1] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:283، و الاعتراض للفخر الرازي كما ذكره المحقّق الطوسي.

[2] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:106-108، الكون و الفساد.

[3] . هذا الاعتراض للفخر الرازي و جوابه للمحقّق الطوسي. انظر: «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:262.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست