نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 332
و الزجاج و البلور؛ فإنّ هذه غير مانعة من الإبصار، و إن كانت مانعة من كماله.
سؤال: فكان يجب أن يرى ذلك اللون.
جواب: يجوز أن يكون ضعيفا.
و أمّا الثاني: فلأنّا لا نسلّم البساطة و لو سلّمت، لكان لنا أن نمنع تبعيّة اللون للمزاج كما في القمر عندهم.
ثمّ قالوا-بناء على مذهبهم-: السماء شفّافة، و الشفّاف إذا لم ير وراءه ملوّنا يرى مظلما، و في الجوّ أجزاء غباريّة مضيئة محسوسة، فاختلط المضيء بالمظلم، فيخيّل من المجموع هذه الزرقة.
[47]سرّ
قالوا: نور القمر مستفاد من نور الشمس. و ادّعوا أنّ هذا الحكم حدسيّ؛ لأنّ تقدّر الأنوار إنّما هو بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس في القرب و البعد. و لأنّه يزول عنه الضوء عند توسّط الأرض بينه و بين الشمس [1]، و اختلفوا في محوه.
و ضبط الأقوال فيه أن نقول: امتناع بعض المواضع في وجه القمر من قبول النور التامّ: إمّا أن يكون بسبب خارج عن جرم القمر، أو غير خارج.
و الأوّل: إمّا أن يكون لمثل ما يعرض المرايا من وقوع الأشباح فيها، فلا ترى تلك المواضع مضيئة حتّى يكون القمر إذا تصوّرت أشباح الجبال و البحار فيه، لم تر تلك المواضع برّاقة. و إمّا أن يكون لأنّ ساترا ستر تلك المواضع و هو إمّا أن يكون عنصريا أو فلكيا. و العنصريّ إمّا أن يكون بسيطا أو مركّبا كالبخار. و الفلكيّ إمّا أن يكون مركوزا فيه أو لا يكون.
و أبطلوا الأوّل: بأنّ الصور المنطبعة في المرايا تختلف باختلافات مقامات الناظرين. و بهذا الوجه أبطلوا الثاني.