نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 325
دون الأولى.
و إن عني بالخفيف ماله في ذاته الصورة الطبيعية التي هي مبدأ الحركة و الميل إلى فوق حال ما تجب الحركة، و السكون حال ما يجب، و هذا الجسم في أحواله الثلاث خفيف.
[41]سرّ
قد زعم بعض الناس أنّ الأجسام كلّها ثقال-و إنّما تختلف في رسوبها؛ لاختلاف ثقلها، فالأثقل يسبق الأخفّ في الهبوط-و أنّها كلّها طالبة للمركز [1].
و هذا خطأ يشهد به الحسّ؛ فإنّ الحركة القسرية تضعف كلّما ازداد المقسور مقدارا، و النار الصاعدة على العكس.
و قيل: إنّ الأرض إنّما كانت في الوسط لجذب كلّ جزء من الفلك إيّاها أو لدفعه.
ثمّ ما بال الحجر المرميّ إلى فوق يعود و لم يجذبه الجزء الفوقاني من الفلك؟ و ما بال الحجر المرميّ يمنة و يسرة يهبط و يسكن موضع هبوطه و لم يدفعه ما قرب إليه؟ بل الأولى أن يحال هذا إلى القوّة الحاصلة في الأجسام.
و اعلم أنّ كلّ جسم يساوي الماء في الحجم و في الثقل إذا ألقي في الماء أخذ من المكان بقدر ما يأخذه ما يساويه من الماء، و لا يرسب و لا يطفو؛ لمساواته الماء في الثقل و الخفّة، بل يصير بحيث ينطبق سطحه الأعلى على السطح الأعلى من الماء، فإن كان الجسم المساوي في الحجم أثقل من الماء، فإنّه يرسب. و إن كان المساوي في الحجم أخفّ يرسب منه في الماء بقدر ما لو امتلأ بالماء، لكان مساويا له في الثقل، و بقي الباقي خارجا مثل الخشبة الطافية.
[42]سرّ
الحركة الطبيعية البسيطة تكون للأجسام البسيطة؛ لأنّ المركّبة لو صدرت منها حركة