نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 320
أحدهما: بالقياس إلى المحرّك، و هو أنّ الطبيعة تحرّك لذاتها حيّز ما لا محرّك لا عن تسخير قاسر [1].
و الآخر: بالقياس إلى المتحرّك كذلك، و هو أنّ الطبيعة تحرّك ما يتحرّك عن ذاته لا عن خارج.
و حملوا قولهم: «لا بالعرض» على وجهين أيضا:
أحدهما: بالقياس إلى المحرّك، و هو أنّ الطبيعة تحرّك لا بالعرض كحركة الساكن في السفينة بحركة السفينة بل بالذات.
و الثاني: بالقياس إلى المتحرّك، و هو أنّ الطبيعة تحرّك الشيء الذي لا يكون متحرّكا، بالعرض كصنم من نحاس؛ فإنّه يتحرّك من حيث هو جسم بالذات و من حيث هو صنم بالعرض و يندرج تحت الطبيعة بهذا المعنى ما يصدر عن هذه الأفعال بتوسّط الإرادة [2].
فإن أريد التخصّص، زيد في هذا الحدّ قولنا: «على وتيرة واحدة من غير إرادة» .
قال بعض المتأخّرين عن زمن المعلّم الأوّل: هذا تعريف للطبيعة بحسب تأثيرها، و هو أمر خارج عنها.
و إذا أريد تحديدها من حيث ذاتها، قيل: الطبيعة: قوّة سارية في الأجسام تفيد الصور و الخلق هي مبدأ لحركة ما هي فيه و سكونه، بالذات لا بالعرض [3].
و اعترض عليه الشيخ: بأنّ هذا التعريف-مع ما فيه من التكريس-ليس تعريفا بما طلب المعرّف؛ فإنّ القوّة عبارة عن المبدإ للتغيّر من الشيء في غيره من حيث هو غيره.
و قوله: «سارية في الأجسام» هو معنى قولنا: «فيه» . و قوله: «تفيد الصور و الخلق» هو معنى اقتضاء الحركة و السكون [4].
[1] . في «م» : «تحرّك ما يحرّك عن ذاته لا عن خارج» ، و في «الشفاء» الطبيعيّات 1:32؛ «تحرّك لذاتها حين ما يكون بحال تحريك لا عن تسخير قاسر» .
[2] . «الشفاء» الطبيعيّات 1:32؛ «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:192.