نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 316
طبيعية بأوهام رياضية و هو غير صواب، و لا يلزم منه المراد.
نعم، يجب منه اتّصال الحركتين في الوهم و هو غير ممنوع، بل إنّما يمنع الاتّصال في الأمور الطبيعية.
ثمّ إنّ الشيخ بعد أن اعترض على القبيلين أخذ يستدلّ على مذهبه بأن قال: الحركة لا بدّ لها من ميل-على ما مرّ-به يقع الوصول إلى الغاية المطلوبة، و الميل الذي يقتضي الوصول غير الميل الذي يقتضي المفارقة؛ لاستحالة أن يصدر عن علّة واحدة أمران متضادّان، و العلّة يجب وجودها حال وجود المعلول، و الميل ممّا يوجد في آن ليس يفتقر في وجوده إلى زمان.
و إذا تقرّرت هذه المقدّمات، فنقول:
الميل الذي يقتضي الوصول يجب أن يكون موجودا حالة الوصول، ثمّ إذا فارق الجسم طالبا للعود، فلا بدّ له من ميل آخر يوجد في آن، و يستحيل أن يكون ذلك الآن هو و آن الوصول، و إلاّ لاجتمع فيه ميلان متضادّان. هذا خلف؛ فالآنان متغايران، و بينهما زمان يكون الجسم فيه عديم الميل؛ فلا تكون فيه حركة و هو المطلوب [1].
أقول: استيجاب الحركة الميل ممّا قد مضى الكلام فيه، و أمّا كون الميل ممّا يوجد في آن فإنّهم ما أقاموا فيه حجّة.
فإن قالوا: إنّ الوصول يقع في آن فعلّته موجودة معه. نازعناهم في أنّ الميل علّة للوصول علّة فاعلية، بل هو علّة معدّة.
و الحق أنّه كذلك؛ إذ ليس هو علّة الحركة علّة فاعلية و العلل المعدّة لا يجب حصولها حال حصول معلولاتها.
و أيضا الميل الطبيعي موجود في الجسم، لكنّه مقهور و لا يزال يشتدّ على التدريج ما دام القسريّ آخذا في الضعف على التدريج، فلا يلزم حصول آنين يوجدان [2]فيهما متغايرين بحيث يكون بينهما زمان سكون، و لو وجب حصول المصاكة، لكفى في