نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 311
هو للإنسان بالذات، فإذا ورد على ذي ميل طبيعي ميل قسري، تعارضت الطبيعة و القاسر، فإن غلب القاسر، حدث الميل القسري، و بطل الطبيعي ثمّ تأخذ الطبيعة و الموانع الخارجية في إفنائه على التدريج، فيقوى الميل الطبيعي كذلك إلى أن يحصل التعادل فيبقى الجسم عديم الميل، ثمّ تجدّد الطبيعة ميلها ضعيفا و يشتدّ على التدريج [1].
و اعلم أنّ الجسم الحاصل في حيّزه الطبيعي لا يوجد فيه ميل طبيعي؛ لأنّه حاصل في الحيّز الطبيعي، فلا يكون طالبا له، و لا هاربا عنه، فلا يكون له ميل إليه و لا ميل منه.
قيل: إنّ الحجر قد يوضع على الأرض و يحسّ بثقله عند دخول اليد تحته.
أجيب: بأنّ الحجر المفصول ليس في الموضع الطبيعي؛ لأنّه إنّما يكون في المكان الطبيعي لو كان مكانه جزءا من مكان الأرض فإذا اتّصل، عدم ميله [2].
[36]سرّ
الحركة الطبيعية إذا صاحبت العائق الغريب، أمكن اجتماع ميلين: طبيعي، و قسري؛ فإنّ الهواء العائق عن هبوط الحجر يعارض الحركة الطبيعية، فيمكن وجود ميل قسري يزيل بعض تلك المعاوقة، فتكون الحركة أسرع، و أمّا إذا لم يكن ثمّة عائق، فقد قيل: لا يمكن؛ لأنّ الطبيعة حينئذ توجد حركتها خالصة من العوائق [3].
[37]سرّ
قالوا: الحركة لا تخلو من حدّ معيّن من السرعة و البطء فإذا فرض المتحرّك في مسافة يجد سرعة و يجد بطئا في زمان واحد، كان البطيء قطع أقلّ و السريع أكثر. و إن اتّحدت المسافة، قطعها البطيء في زمان أكثر، فالبطء بإزاء القلّة في المسافة و الكثرة في الزمان، و السرعة بالعكس فيهما، و لا تخلو حركة مّا منهما [4].