نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 310
و الصغر-أو الكيف-أعني التكاثف و التخلخل-أو الوضع-أعني اندماج الأجزاء و انتفاشها-أو غير ذلك، أو بحسب ما يخرج عنه حال ما فيه الحركة من رقّة القوام و غلظه، و ذلك هو الميل، ثمّ اقتضت بحسبه الحركة.
و هذا الأمر محسوس يحسّه الممانع كالحجر الواقف في الهواء قسر المحسوس منه بثقله، و الزق المملوء هواء المقسور في الماء، المحسوس منه بخفّته [1].
و نحن نقول: هذا الأمر إن كان في نفسه قابلا للشدّة و الضعف، استحال استناده إلى الطبيعة، و إلاّ لجاز استناد الحركة إليها، و إن لم يكن لم تكن الحركة مستندة إليه، و إلاّ لجاز استناد الحركة إلى الطبيعة أيضا.
قالوا: و الميل، منه طبيعي، و منه قسري؛ فإنّ الميل لمّا كان هو السبب القريب للحركة، انقسم بانقسامها.
و الميل الطبيعي، منه ما يحدث بالطبيعة كميل الحجر عند هبوطه، و منه ما يحدث بالنفس إمّا مع الإرادة كميل الحيوان عند توجّهه الإرادي إلى جهة، و إمّا بدونها كميل النبات عند تبرّزه من الأرض.
و الميل القسري كميل السهم عند نفوذه. و كلّما اشتدّ الطباعي ضعف القسري كالحجر العظيم.
و قد يضعف الميل القسري لأمور خارجة، و هي: إمّا عدم تمكّن القاسر منه كالرملة الصغيرة، أو عدم تمكّنه من دفع الموانع كالتبنة أو لتخلخله المقتضي لتطرّق الموانع الخارجية إليه بسهولة كالريشة و قد يكون لغير ذلك.
و الحال في الميل القسري و الطبيعي كالحال في برودة الماء و سخونته، فكما لا يمكن اجتماع طرفي الحرارة و البرودة في الماء، كذلك لا يمكن اجتماع الميلين إلى مريدين؛ لاستحالة تحرّك الجسم إلى جهتين مختلفتين؛ فإنّه هو السبب في الحركة.
نعم، لمّا جاز اجتماع حركتي ذات و عرض، جاز اجتماع ميلين كذلك، كالحامل للحجر فإنّه يحسّ بثقله و هو الميل الذاتي، و ينخرق عنه الهواء و هو الميل العرضي الذي