نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 289
يتّصف بالبياض إذا عدم عنه البياض، ثمّ وجد فيه بياض آخر، استحال أن يكون هذا الثاني هو الأوّل بعينه.
و المعنيّ بوحدة الزمان هي اتّصاله من وحدة ما فيه الحركة؛ لجواز أن يتحرّك المتحرّك حركتي كيفيّة و كمّية في وقت واحد مع التغاير بين الحركتين؛ لتغاير ما فيه الحركة.
و أمّا المحرّك فلا تعتبر وحدته؛ لجواز وجود حركة من محرّك و قبل انقطاع الحركة ابتدأ محرّك آخر في التحريك حتّى اتّصل الزمان فإنّه كانت الحركة واحدة.
قيل على هذا: المحرّك الثاني إمّا أن يكون له أثر أو لا، و الثاني باطل، و إلاّ لم يكن محرّكا.
و الأوّل إمّا أن تكون الحركة الصادرة عن الأخير هي الصادرة عن الأوّل و هو باطل؛ لاستحالة تحصيل الحاصل.
و إمّا أن تكون غيرها، و هو يقتضي تغاير الحركات؛ لتغاير المحرّكين [1].
و هذا الكلام ضعيف؛ لأنّا إذا عنينا بوحدة الحركة اتّصالها، لم يبق هذا واردا، و يلزم من وحدة هذه الأمور الثلاثة وحدة المبدأ و المنتهى، لكن وحدة المبدأ غير كافية؛ لجواز سكون الجسم من البياض إلى الشفاف و منه إلى السواد و كذلك وحدة المنتهى، لجواز أن يبتدئ أحدهما من الشفّاف و الثاني من السواد. و وحدتهما غير كافية؛ لجواز ابتداء الجسمين من السواد إلى البياض على طرق مختلفة. و الاشتراك في الآن لا يوجب اتّحاد الحركات؛ لجواز انتهاء نقلة في آن ابتداء استحالة.
و أولى الحركات بالوحدة هي المستديرة التامّة؛ لأنّه لا يزاد عليها بما تكرّر و لا كذلك المستقيمة؛ فإنّها إنّما تتمّ لفناء البعد.
و قيل: إنّ المستقيمة أولى بذلك؛ لأنّها تشتمل على ابتداء و انتهاء و توسّط [2].
و الشيخ جعل هذا الكلام دليلا على أنّ المستديرة أولى بالوحدة؛ فإنّ الابتداء