نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 276
و لا بالفعل، و لكن بحسب نهاية بعدها شيء مغاير لها. و يصحّ أن يقال لها: إنّها غير متناهية بالفعل دائما لا أنّها قد حصل لها كلّ واحد من أجزاء لا نهاية لها، و لكن بحسب النهايات الأخر التي في القوّة بعد النهاية الحاصلة؛ فإنّها دائما توصف أنّها بالقوّة تتناهي إلى نهاية مّا فتكون بالقوّة دائما بالقياس إلى ما لم يوجد من النهايات، و بالفعل دائما بالقياس إلى ما وجد، و لا بالقوّة و لا بالفعل بالقياس إلى نهاية تفرض أخيرة.
و ما لا نهاية له لا يوجد لا بالقوّة و لا بالفعل.
و ما لا نهاية له موجود بالفعل دائما بحسب اعتبارين:
الأوّل: باعتبار أنّه لا يمكن أن تكون أشياء عددها أو مقدارها بحيث أيّ شيء أخذت منه، بقي غيره منه موجودا بكلّيّته.
و الثاني: باعتبار أنّه لم يتناه إلى نهاية أخيرة [1].
[11]سرّ
أوجب قوم وجود ما لا نهاية له حتى تمادى بعضهم، فزعم أنّ هذا الاعتبار من جملة المبادئ للموجودات.
و هو خطأ؛ فإنّه أمر عدمي لا وجود له بالفعل، و السبب الداعي لإثبات ما لا نهاية له عند أولئك تضعيف الأعداد إلى ما لا يتناهى، و انقسام المقادير إلى ما لا يتناهى، و امتداد الزمان فيما مضى و سيأتي، و أمر الكون و الفساد، فظنّوا من ها هنا ثبوت مادّة لا نهاية لها، فبعضهم جعلها جسما بسيطا إمّا نارا أو هواء أو أرضا أو ماء و بعضهم جعلها البخار، و لهم اختلاف في تعيينها، ليس هذا موضع ذكره [2].
و ممّا دعاهم إلى إثبات ما لا نهاية له، مشاهدتهم الأمور المحسوسة؛ فإنّ ما يتناهى منها إنّما يتناهى إلى شيء غيرها.
و الأربعة الأول لا تعطيهم إثبات ما لا يتناهى إلاّ على نحو التفصيل الذي ذكرناه.
[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 1:210 و 219؛ «النجاة» :126.