responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 263

الزمان متقدّم على المتأخّر منها الموجود في زمان متأخّر، و لا يجوز أن يعرّف الزمان بأنّه مقدار الحركة من حيث التقدّم و التأخّر العارضين لها بسبب الزمان و إلاّ لزم الدور.

قالوا: و الحركة يعرض لها الاتّصال إمّا باعتبار المسافة أو باعتبار الزمان، و هي في نفسها كمال أوّل لما بالقوّة من حيث هو بالقوّة.

و أمّا اتّصال الزمان فعلّته القريبة اتّصال الحركة بالمسافة لا اتّصال المسافة وحدها؛ فإنّ اتّصال المسافة وحدها ما لم توجد حركة متّصلة، لم يوجد زمان؛ فإنّا لو فرضنا المتحرّك يقف في أثناء المسافة، لم يكن للزمان وجود متّصل، و تكون المسافة متّصلة؛ بل يجب أن تكون علّة الزمان اتّصال المسافة بتوسّط الحركة.

و ليس هذا الاتّصال علّة لصيرورة الزمان متّصلا؛ فإنّه لذاته متّصل؛ بل هو علّة لوجود الزمان؛ فإنّه ليس الزمان شيئا يعرض له الاتّصال؛ بل هو نفس الاتّصال، فكما نقول في بعض الألوان: إنّه علّة لبعض الألوان لا بمعنى أنّه علّة لكونه لونا، بل لوجوده، كذلك ها هنا إذا قلنا: اتّصال الحركة سبب لاتّصال الزمان لا بمعنى صيرورته متّصلا، بل بمعنى وجوده [1].

و اعترض الشيخ ها هنا على نفسه، فقال: ليس للحركة اتّصال سوى اتّصال المسافة أو الزمان، و أنتم منعتم أن يكون اتّصال المسافة سببا لاتّصال الزمان، و محال أن يكون اتّصال الزمان سببا لاتّصال الزمان؛ فيبطل قولكم: اتّصال الحركة بسبب اتّصال الزمان.

و أجاب: بأنّ علّة اتّصال الزمان هو اتّصال المسافة لا مطلقا؛ بل من حيث صار لحركة، فصارت الحركة به متّصلة، و اعتبار اتّصال المسافة بنفسه شيء، و اعتباره مقارنا للحركة شيء فاتّصال المسافة من حيث هو للحركة علّة لوجود ذات الزمان [2].

ثمّ قالوا: الزمان مقدار للحركة الأولى، ثمّ تتقدّر سائر الحركات به، و لا يجب أن يكون الزمان عارضا لها عروضه للحركة الأولى، فربّ مقدار يقدّر غيره بالمقايسة من غير حلول.


[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 1:169.

[2] . «الشفاء» الطبيعيّات 1:170.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست