نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 26
«الضحك» على «الإنسان» ؛ فإنّ الضحك لا يحمل بذاته على الإنسان؛ بل إنّما يحمل عليه بعد الاشتقاق، أو بإدخال حرف النسبة ك «ذو» و شبهها، و المعتبر في حمل الكلّي على جزئيّاته، إنّما هو الأوّل.
المبحث الخامس: في الذاتي و العرضي، و الذي يقال في جواب «ما هو» و الذي لا يقال
كلّ كلّي فهو بالنسبة إلى جزئيّاته، إمّا ذاتي لها، و إمّا عرضي. و الذاتي، له خواصّ ثلاثة:
أحدها: امتناع رفعه عمّا هو ذاتي له، في الوجودين.
و ثانيها: امتناع تصوّر ما هو ذاتي له إلاّ إذا تصوّر هو أوّلا.
و ثالثها: عدم احتياجه إلى علّة مغايرة لعلّة ما هو ذاتي له؛ فإنّ الجاعل للسواد هو الجاعل للّون. و الخاصّة الثانية مطلقة و الباقيتان إضافيّتان.
و الذاتي يقال له جزء الماهيّة بالمجاز.
و قد يطلق الذاتي على ما ليس بعرضيّ، فيدخل فيه جزء الماهيّة و نفسها ك «الإنسان» بالنسبة إلى «زيد» و «عمرو» .
سؤال: الذاتي منسوب إلى الذات، و ذات «زيد» و «عمرو» هو الإنسان، و إن نسب إلى «زيد» مع مشخّصاته، كانت المشخّصات أجزاء، و لم يبق بين الأمرين فارق.
جواب: هذا بحسب القانون اللغوي، لكنّه قد نقل في العرف المنطقي إلى ما ذكرنا.
و الذاتيّات تعلم حال كون الماهيّة معلومة، إمّا إجمالا أو تفصيلا.
و قول بعضهم: -إنّها لو كانت معلومة، لكانت معلومة الامتياز عمّا يغايرها فتكون مفصّلة [1]-ممنوع؛ فإنّ العلم بالامتياز علم بعارض للماهيّة بالقياس إلى غيرها.
و أمّا العرضيّ فهو الذي يلحق الماهيّة بعد تقوّمها.
و قيل في الفرق بين الذاتي و العرضي: إنّ الذاتيّ مقوّم، و العرضيّ ليس بمقوّم.
و هذا غير تامّ؛ فإنّ المقوّم قد يكون مقوّما في الوجود كالمحلّ.
[1] . هذا اعتراض من الفخر الرازي على الشيخ، راجع «شرح المطالع» :67.
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 26