نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 252
و إلاّ كان المعدوم متمكّنا في الموجود أو بالعكس، و هما محالان.
و أيضا البعد قابل للحركة، فله [1]مكان؛ فللبعد مكان.
أمّا الكبرى فظاهرة.
و أمّا الصغرى فلأنّه لو امتنع فيها، لكان الامتناع إمّا للذات أو لغيرها، و الأوّل يقتضي امتناع قبول الأجسام ذوات الأبعاد، الحركة، و الثاني باطل؛ لأنّ ذلك الغير إن كان لازما، نقلنا الكلام إليه. و إن كان عارضا، جازت مفارقته، فافتقر البعد حينئذ إلى مكان.
كنّا قد نقلنا عن القائلين بأنّ المكان بعد أنّ البعد قد يكون خاليا-على ما يراه قوم منهم-و قد لا يكون. و لنذكر الآن حجج الفريقين:
أمّا النفاة فقالوا: إنّ المفسّرين للخلاء مختلفون، فيقول بعضهم: إنّه «لا شيء» محض. و هؤلاء لا منازعة معهم. و يقول آخرون: إنّه بعد متقاطع فيه على زوايا قائمة و هو غير قائم في مادّة [3].
و احتجّوا على بطلان هذا بوجوه:
أحدها: إنّ الخلاء لو كان موجودا لامتنعت الحركة و السكون؛ فإنّهما إنّما يكونان بحسب تغيّر حيّز باقتضاء الطبيعة، فإذا استوى نسبته إلى الجميع، فلا يخصّص؛ فإنّ الخلاء متساو. و القسري إنّما يكون لذي ميل طبيعي على ما يأتي. و لأنّ القسري
[2] . استدلّ لفكرة الخلاء بأنّا نجد أنّ الحركة في المكان تستلزم بالضرورة وجود الخلاء، فضلا عن وجود ظاهرة محسوسة، و هي أنّنا لو صببنا الماء في إناء فيه رماد، فإنّنا نجد أنّ حجم الإناء لا يزداد بصبّ الماء، فهذا يعني أنّ هناك خلاء قد ملئ بالماء. و قد أنكر أرسطو فكرة الخلاء إنكارا تامّا، و ذكر لذلك حججا تطلب من مظانّها. كما أنّ ابن سينا بحث في الخلاء لإبطاله، و بيّن أنواع التناقضات التي تنجم عن افتراض وجود الخلاء. حول هذا المبحث انظر: «النجاة» :119-123 و «موسوعة الفلسفة»1:110.