بحسب الذات، فهو يمتنع أن يكون ضروريّا بحسبه» .
و ادّعى ضروريّة هذا القول بعكس النقيض إلى قولنا: «كلّ ما لا يمتنع أن يكون ضروريّا، فهو ضروري» [1].
و قال أيضا: ذات الأصغر هي ذات الأوسط، و إلاّ لامتنع إمكان اتّصافه به، فالحكم على ذات الأوسط هو حكم على ذات الأصغر [2].
و لنا في الأخير توقّف؛ فإنّ ذات الأصغر ليست ذات الأوسط بالفعل، بل بالإمكان، و الحكم بالأوسط لا يستلزم اتّحاد الذاتين بالفعل إلاّ إذا كان الحكم فعليا.
و اعلم أنّه على قانون أبي نصر تكون هذه النتائج بيّنة، و تزول الشبهات.
و استدلّ بعض الأوائل على إنتاج الممكنتين: بأنّ الأكبر ممكن للأوسط الممكن للأصغر، و الممكن للممكن ممكن [3].
قال الشيخ: ليس هذا بيانا؛ بل هو نفس الدعوى أخذ معها [4]؛ بل الحقّ أنّ هذا إنتاجه واجب واضح [5]لا يحتاج إلى هذا البيان [6].
و المتأخّرون قالوا: الأكبر ممكن لذات الأوسط، و وصف الأوسط ممكن للأصغر؛ فلا اتّحاد [7].
و هؤلاء عن التحقيق بمعزل.
و بعض المتأخّرين جعل ما كبراه دائمة، و صغراه ممكنة منتجا للدائم؛ بناء على ما ذكرنا في الضروري [8].
و هو غير مساعد؛ فإنّ ما ليس بضروري استحال أن يكون ضروريا على تقدير ممكن، أمّا الدائم فيحتمل أن لا يكون دائما على تقدير ممكن.
[1] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»1:249؛ «درّة التاج» :419؛ «النجاة» :39.
[2] . «درّة التاج» :419.
[3] . «منطق أرسطو»1:177؛ «الشفاء» ، المنطق 2:183، القياس.
[4] . في «ت» : الدعوى معها العام. و في الهامش هكذا: «معمما» .
[5] . المراد أنّ وجوب إنتاج هذا أو كون إنتاجه واجبا، لا أن تكون النتيجة كذلك.
[6] . «الشفاء» المنطق 2:183، القياس.
[7] . «شرح المطالع» :264 نقلا عن صاحب الكشف.
[8] . «شرح المطالع» :264 نقلا عن الفخر الرازي.