تقدير الحضور ،
فلا تشمل صورة عدم الخوف في ترك الحضور أو ترك العمل على تقدير الحضور.
والأخبار العامة
الدالة على مشروعية التقية ـ مثل : التقية ديني
ودين آبائي ، وأن من لا تقية له لا
دين له ، أو لا إيمان له ، ونحوها [١] ـ لا تدل على الاجزاء ، فضلاً عن شمولها لصورة المندوحة.
اللهم إلا أن يقال : إن ظاهر كونها ديناً الاجزاء ، وإطلاقها يقتضي الشمول لصورة
وجود المندوحة عرضية وتدريجية. ولأجل ظهورها في التحريض على التقية والترغيب فيها
افترقت عن أدلة تشريع الابدال الاضطرارية ، فان منصرف تلك الأدلة صورة عدم
المندوحة ، بخلاف هذه الأدلة ، فهذا اللسان من البيان نظير قول القائل : « الكرم
سجيتي وسجية آبائي » ، فإنه ظاهر في عموم الحكم لصورة وجود المندوحة وعدمها.
وأما مصحح زرارة وغيره : «
التقية في كل شيء ، وكل شيء يضطر اليه ابن آدم فقد أحله الله له » [٢] فلو سلم عموم
الحل فيه للتكليف والوضع ، ليدل على الاجزاء ، ولم يُدَّع ظهوره في خصوص التكليف ـ
كما قيل ـ حتى لا يدل على الاجزاء فلا إطلاق فيه يشمل صورة وجود المندوحة ، بقرينة
تضمنه الاضطرار غير الصادق مع وجود المندوحة. اللهم إلا أن يقال : إن قوله (ع) : «
وكل شيء .. » ليس من قبيل
الكبرى لما قبله ، بل هو بيان لحكم آخر في مقابل ما قبله ، وحينئذ يكون إطلاق ما
قبله شاملا لصورة وجود المندوحة وعدمها ، وإن كان هو مختصاً بصورة وجودها. وأوضح
منه في العموم لصورة وجود المندوحة خبر مسعدة
[١] هذه المضامين
موجودة في الوسائل باب : ٢٤ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.
[٢] الوسائل باب :
٢٥ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث : ٢.
نام کتاب : مستمسك العروة الوثقى نویسنده : الحكيم، السيد محسن جلد : 2 صفحه : 402