(و) الخامس والسادس: (المضمضة) وهي إدارة الماء في الفم (والاستنشاق) وهو جذبه إلى داخل الأنف على المشهور، بل عن الغنية الاجماع عليه [1]، والنصوص به مستفيضة، ففي المروي في الكتب الثلاثة - مسندا فيما عدا الفقيه ومرسلا فيه - في وصف وضوء مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم تمضمض فقال: " وذكر الدعاء " ثم استنشق وقال، الحديث [2]. والمروي في مجالس أبي علي ولد شيخنا الطوسي - رحمه الله - فانظر إلى الوضوء فإنه من تمام الصلاة، تمضمض ثلاث مرات واستنشق ثلاثا [3]. والنبوي في ثواب الأعمال مسندا: ليبالغ أحدكم في المضمضة والاستنشاق، فإنه غفران لكم ومنفرة للشيطان [4]. وفي الخصال في حديث الأربعمائة: المضمضة والاستنشاق سنة وطهور للفم والأنف [5]. وقصور أسانيدها كغيرها منجبر بالشهرة وأدلة المسامحة في أدلة السنن والكراهة. خلافا للعماني، فليسا بفرض ولا سنة [6] وله شواهد من الأخبار [7]. لكنها ككلامه محتملة للتأويل القريب بحمل السنة المنفية فيها على الواجبة النبوية، ولعل سياقها شاهد عليه. مضافا إلى عدم ثبوت كونها فيها وفي كلامه حقيقة
[1] غنية النزوع (الجوامع الفقهية): كتاب الطهارة في مسنونات الوضوء ص 492 س 28. [2] الكافي: كتاب الطهارة باب النوادر ح 6 ج 3 ص 70. وتهذيب الأحكام: باب 4 في صفة الوضوء ح 2 ج 1 ص 53. ومن لا يحضره الفقيه: باب صفة وضوء أمير المؤمنين - عليه السلام - ح 1 ج 1 ص 26. [3] أمالي الطوسي: (الجزء الأول) ج 1 ص 29. [4] ثواب الأعمال: في ثواب المبالغة في المضمضة والاستنشاق ح 1 ص 35. [5] الخصال: (حديث الأربعمائة) ح 10 ج 2 ص 611. [6] مختلف الشيعة: كتاب الطهارة في كيفية الوضوء ج 1 ص 21 س 22. [7] وسائل الشيعة: ب 29 من أبواب الوضوء ح 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10 و 12 ج 1 ص 303 و 304.