responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القضاء و الشهادات نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 305

و اعلم أنّه قد تصدر جمع لتوجيه استشهاده (عليه السلام) للمطلب بقوله تعالى لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ) [1] مع عدم ارتباطه به ظاهرا بوجوه:

منها: إنّ عموم الآية يشمل الإنفاق قبل السؤال، فيدخل فيه الإنفاق قبل السؤال و إن كان في حال غنى المنفق عليه.

منها: إنّ الإنفاق ممّا يحب المنفق، كما أنّه شاق على النفس؛ و لهذا أمر به، فكذلك قضاء حاجة الوالدين قبل أن يسألا.

و منها: إنّ سرور الوالدين بقضاء حاجتهما قبل الطلب أكثر منه بقضائها بعده، كما أنّ سرور الفقير بإنفاق المحبوب أكثر منه بإنفاق غيره.

و منها: إنّ المراد من الآية «حتّى تنفقوا»: من الوجه الذي تحبّون أن ينفق عليكم، و لا شبهة أنّه الإنفاق قبل الإظهار و السؤال، و إن كان هذا المعنى مخالفا للمشهور في تفسير الآية.

أقول: و الكلّ بعيد، و الذي يخطر بالبال في التوجيه وجه آخر يتضح بعد مقدّمتين:

الاولى: إنّ المراد بما تحبون في الآية: «ممّا تحبّون» ليس خصوص ما يحبّه المنفق: ضرورة أنّه لا مزيّة في البرّ بإنفاق الشخص ما يحبّه مع العلم بأنّ غيره من عامّة الناس لا يشتاقون إليه كثيرا و إن كان لهذا أيضا مزيّة من حيث كونه شاقّا على النفس، لكن ليس هذا فضيلة في البرّ بحيث بعدّ من أفضل البر، و إنّما هي فضيلة من حيث مجاهدة النفس و مخالفتها،


[1] آل عمران: 92.

نام کتاب : القضاء و الشهادات نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست