«لا تقرأ خلفه ما لم يكن عاقّا قاطعا» [1]؛ نظرا إلى أنّ إسماع الكلام الغليظ لا يوجب العقوق، فالتأفيف لا يوجبه بطريق أولى.
و عن الكافي في باب البرّ بالوالدين في الموصوف بالصحّة، عن أبي ولّاد الحنّاط عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) عن قول اللّٰه تعالى (وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً)*[2]، فقال (عليه السلام): «الإحسان أن تحسن صحبتهما و أن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئا ممّا يحتاجان إليه و إن كانا مستغنيين، أ ليس يقول اللّٰه عزّ و جلّ:
(لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ)[3] قال: ثمّ قال أبو عبد اللّٰه (عليه السلام):
و أمّا قول اللّٰه عزّ و جلّ (إِمّٰا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمٰا أَوْ كِلٰاهُمٰا فَلٰا تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ وَ لٰا تَنْهَرْهُمٰا)[4] قال: إن ضجّراك فلا تقل لهما أفّ، و لا تنهرهما و إن ضرباك، قال (وَ قُلْ لَهُمٰا قَوْلًا كَرِيماً)[5] و قل لهما غفر اللّٰه لكما.
فذلك منك قول كريم، قال وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ[6] قال:
«لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة و رقّة و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما و لا يدك فوق أيديهما، و لا تقدّم قدّامهما» [7].
[1] الفقيه 1: 379، باب صلاة الجماعة، الحديث 1113، و الوسائل 5: 392، الباب 11 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث الأوّل.