نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 7 صفحه : 337
الاعلام، و يدل عليه ما تقدم من رواية عبد الله بن سنان الدالة على أمر الرسول (صلى الله عليه و آله) بلالا بالعلو على الجدار و ان يرفع صوته بالأذان.
و في الصحيح عن زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام)[1] قال: «لا يجزئك من الأذان إلا ما أسمعت نفسك و افهمته[2]و أفصح بالألف و الهاء و صل على النبي (صلى الله عليه و آله) كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان أو غيره، و كلما اشتد صوتك من غير ان تجهد نفسك كان من يسمع أكثر و كان أجرك في ذلك أعظم».
أقول: في هذا الحديث الشريف فوائد: منها- عدم اجزاء الأذان إذا لم يسمع نفسه و المراد منه الأذان الموظف في الصلاة عند إيقاعها جماعة أو فرادى إذا كان هو المؤذن.
و منها- عدم الاجتزاء بسماع الهمهمة الغير المفهمة إذا كان المؤذن غيره كما أشار إليه بقوله «و افهمته» فإنه على ما ذكره شيخنا البهائي (قدس سره) بالبناء للمجهول، قال و هو مضبوط كذلك في الكتب المعتبرة. و يحتمل عطفه على إسماع نفسه بان يكون عطفا تفسيريا و اما الحمل على فهم معاني الأذان فبعيد جدا.
و منها- استحباب الإفصاح بالألف و الهاء و سيأتي ذكره في الباب ان شاء الله تعالى و منها- الصلاة على النبي (صلى الله عليه و آله) كلما ذكره الإنسان أو سمعه سواء كان في أذان أو غيره، و هو ظاهر في الوجوب كما حققناه في موضع أليق خلافا للمشهور بين الأصحاب.
و منها- رفع الصوت بالأذان من غير ان يتعب نفسه و المراد به الأذان الإعلامي، و يؤيده في ذلك ايضا
ما ورد في رواية محمد بن مروان عن الصادق (عليه السلام)[3]«المؤذن يغفر له مد صوته و يشهد له كل شيء سمعه».
و (ثالثها)
ان يكون حسن الصوت
، ذكره جمع منهم و عللوه بإقبال القلوب على
[1] الوسائل الباب 15 و 16 و 42 من الأذان و الإقامة.
[2] كذا في الحبل المتين ص 200 و في كتب الحديث «أو فهمته».