responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأصول نویسنده : الموسوي البهبهاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 55

للتصور حيث قال (العلم إن كان اذعانا للنسبة فتصديق و إلّا فتصور) [1].

أقول: انّ التصور الذي هو بمعنى الخطور هل هو جزء من العلم لغة أو اصطلاحا؟ فلا بد أن ننظر في انّ العلم في اللغة هل يمكن تقسيمه بالتصديق و بالتصور بمعنى الخطور؟ فنقول:

العلم مقابل الجهل فلو تصورت شيئا لم يصح ان تقول علمت. فإنّ العلم في اللغة إمّا اليقين أو العرفان أما الثاني فعبارة عن معروفية شي‌ء عند العارف به.

فالتصور في اللغة ليس بمعنى خطور العلم بل هو جهل بل حال آخر يجامع كلا منهما فلو كان التصور بمعنى الخطور جزء من العلم فلا بد أن يقال بأنّ هذا اصطلاح من المنطقيين اذ نقلوا العلم من معناه اللغوي الى معنى جامع عبروا عنه بالصورة الحاصلة و هذا الاصطلاح يوجب أن يكون موضوع البحث أعم من المعنى اللغوي أو أخص و إلّا فلو كان منطبقا على المفهوم اللغوي لم يبق مجال للنقل و أما موضوع البحث عندهم فهل هو المعرف و الحجة أو صورة الظن و الشك و الوهم؟

أما التصور فمنشؤه ما يرجع الى الجنس و الفصل و الخاصة و أما التصديق فمنشؤه القياس و العلة و المعلول و من جهة أخرى انّهم قد قسموا التصور الى النظري و الضروري و مثلوا للأول بالجن و الملك و للثاني بالحرارة و البرودة. و هذا مما لا يمكن قبوله. اذا الخطور لا يجامع النظرية فالمراد بتصور الجن و الملك حيثما يطلق هو المعرفة بهما التي هي أمر نظري و أما الحرارة و البرودة فهما وجدانيان لا بديهيان.

و أما تقسيمهم التصديق الى النظري و الضروري. فالدلالة ليست باعتبار التصور بل باعتبار العلة و المعلول و واضح انّ دلالة أح‌أح على وجع الصدر في الطبعية اللفظية و كذا سرعة النبض في غير اللفظية منها ليست باعتبار الخطور.


[1] تهذيب المنطق للتفتازاني.

نام کتاب : بدائع الأصول نویسنده : الموسوي البهبهاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست