responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 88

علا الصليب على أعلى منابرها * * * و قام بالأمر من يحويه زنار

و كم حريم سبته الترك غاصبة * * * و كان من دون ذاك الستر أستار

و كم بدور على البدرية انخسفت * * * و لم يعد لبدور منه أبدار

و كم ذخائر أضحت و هي شائعة * * * من النهاب و قد حازته كفار

و كم حدود أقيمت من سيوفهم * * * على الرقاب و حطت فيه أوزار

ناديت و السبي مهتوك تجر بهم * * * الى السفاح من الأعداء دعار [1]

و لسنا نستطيع أن نقدر الخسارة التي لحقت بالإسلام و بالبشرية في هذه النكبة التي حلت بمدينة السلام، كما نجزم أن الخسارة الواسعة التي حلت بعاصمة العباسيين في القرن السابع الهجري لم تعوض بالمعنى الدقيق للكلمة الى اليوم الحاضر، و لو لم تتعرض بغداد لهذه النكبة لكان تاريخ المسلمين غير هذا التاريخ، و كان للإسلام و المسلمين شأن آخر على وجه الأرض غير هذا الشأن.

مؤيد الدين بن العلقمي:

أما كيف حدث هذا الحريق الهائل في مركز العالم الإسلامي و كيف تمزقت هذه الدولة الكبرى و تقطعت أوصالا على يد المغول فهو فصل آخر من فصول مأساة المسلمين في التاريخ. أما الذين لا يريدون أن يجهدوا أنفسهم من المؤرخين في أسباب هذه النكبة الكبرى التي أحلت بالمسلمين و لا يريدون أن يدخلوا الى عمق هذا الجرح النازف في تاريخ الإسلام. فالجواب عندهم جائز لا يحوجهم الى تفكير. فقد تعود هؤلاء أن يلتمسوا لكل نكبة تحل بالمسلمين سببا في شيعة أهل البيت، و لا يطول هذه المرة وقوفهم عند هذه القضية. فهذا مؤيد الدين بن العلقمي الذي استوزره المستعصم العباسي آخر خلفاء بني العباس معروف بالتشيع فلم لا يكون هو الذي يتحمل إثم هذه النكبة؟ ثمَّ لا تسأل عن الدليل، فإن المؤلفين


[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 434 و 435 (دار الفكر).

نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست