responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 89

يتناقلون إسناد هذه الجريمة الى ابن العلقمي جيلا من بعد جيل دون أن يذكروا لذلك دليلا معقولا. ثمَّ أغرب من ذلك كله أن لا يذكروا ابن العلقمي إلا بصفته المتميزة (شيعي رافضي).

و من العجب أن التاريخ يحفل بذكر الخيانة و الأجرام في صفوف السنة و الشيعة، و التاريخ يذكر ذلك كله أو بعضه، فإذا كانت الخيانة و الجريمة من السنة اقتصروا على ذكر اسمه و هويته الشخصية، و إذا كانت الخيانة أو الجريمة من الشيعة لم يسندوها اليه بصفته الشخصية و إنما يصرون إلى جانب ذلك على ذكر انتمائه المذهبي.

و من مئاسي التاريخ أن المؤرخين يتناسون كلما مروا بهذه النكبة التي حلت بالمسلمين الأسباب الحقيقية و العميقة لهذه المأساة و يشغلهم أمر إلصاق هذه التهمة بابن العلقمي و الشيعة عن الأسباب الحقيقية التي أنهكت خلافة آل عباس و نخرت في عرشهم و سلطانهم و أضعفتهم و استقدمت إليهم التتار من أقصى الشرق ليغزوهم في عقر دورهم.

و أما ابن العلقمي فقد كان من أكثر الناس حرصا على كف شر التتار و عدوانهم عن بغداد عاصمة الخلافة العثمانية.

يقول ابن العبري المتوفى سنة 685 و هو ممن عاش و عاصر هذه النكبة في كتابه «تاريخ مختصر الدول»: لما فتح هولاكو تلك القلاع- قلاع الإسماعيلية- أرسل رسولا إلى الخليفة و عاتبه على إهماله تسيير النجدة، فشاوروا الوزير ابن العلقمي- فيما يجب أن يفعلوه، فقال: لا وجه غير إرضاء هذا الملك الجبار ببذل الأموال و الهدايا و التحف له و خواصه، و عند ما أخذوا في تجهيز ما يسيرونه قال الدويدار الصغير و أصحابه: إن الوزير إنما يدبر شأن نفسه مع التتار و هو يروم تسليمنا إليهم فلا تمكنه من ذلك، فبطل الخليفة بهذا السبب تنفيذ الهدايا الكثيرة و اقتصر على شيء نزر لا قدر له، فغضب هولاكو و قال: لا بد من مجيئه هو بنفسه أو يسير أحد ثلاثة نفر: إما الوزير، و إما الدويدار، و إما سليمان شاه، فقدم الخليفة إليهم بالمضي فلم

نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست