responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 87

فيها إلا فئة قليلة مشردة الأذهان. و كان القتلى في الطرقات كأنها التلال، و لما نودي بالأمان خرج من تحت الأرض من اختفوا في المطامير و المقابر و من لجأ إلى الآبار و الحشائش كأنهم الموتى قد نبشت قبورهم، و قد أنكر بعضهم البعض فلم يعرف الأب ابنه و لا الأخ أخاه، ثمَّ انتشر الوباء فحصدهم بمنجله حصدا ذريعا و فصد الهواء و عم الوباء [1].

و أما ما حل بخزائن العلم من المكاتب و المدارس في بغداد فحدث و لا حرج، فقد كانت بغداد مركزا من أعظم مراكز الاشعاع الفكري في العالم كله في ذلك التاريخ من دون مبالغة، و قد أحرق التتار كلما وجدوا في بغداد من علم و من مراكز للعلم، كما قتلوا كل من عثروا عليه من العلماء أو كل من كان في بغداد من العلماء، و ليس بإمكان أحد أن يقدر ضخامة الخسارة التي لحقت بالفكر و الثقافة الإسلامية و البشرية في هذه النكبة.

يقول قطب الدين الحنفي: تراكمت الكتب التي ألقاها التتار في نهر دجلة حتى صارت معبرا يعبر عليه الناس و الدواب و اسودت مياه دجلة بما ألقي فيها من الكتب [2].

و لتقرأ لتقي الدين بن أبي اليسر هذه النفثة من شعره في بغداد:

لسائل الدمع عن بغداد أخبار * * * فما وقوفك و الأحباب قد ساروا

يا زائرين الى الزوراء لا تفدوا * * * فما بذاك الحمى و الدار ديار

تاج الخلافة و الربع الذي شرفت * * * به العالم قد عفاه أقفار

أضحى لعصف البلى في ربعه أثر * * * و للدموع على الآثار آثار

يا نار قلبي نار لحرب و غي * * * شبت عليه و وافي الربع أعصار


[1] تاريخ الإسلام للدكتور حسن البراهيم: 4- 160- 161 عن الحوادث الجامعة في أعيان المائة السابعة ص 330 و 331.

[2] تاريخ التمدن الإسلام 0 للدكتور گوستاف لوبون ترجمة السيد هاشم الحسن (ترجمة فارسية 1358):

ص 214.

نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست