نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 126
أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، و كان من الأبدال و يعرف بحجر الخير، و كان معروفا بالزهد و كثرة العبادة و الصلاة، حتى حكى في كتاب الكامل البهائي أنه كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة [1]، بل كان من فضلاء الصحابة و مع صغر سنه عن كبارهم، و كان على كندة يوم صفين و على الميسرة يوم النهروان.
قال الفضل بن شاذان: و من التابعين الكبار و رؤساءهم و زهادهم جندب بن زهيرة قاتل الساحر و عبد اللّه بن بديل و حجر بن عدي و سليمان بن صرد و المسيب ابن نجبة و علقمة و الأشتر و سعيد بن قيس و أشباههم كثير، أفناهم الحرب ثم كثروا بعد حتى قتلوا مع الحسين (عليه السلام)- انتهى [2].
اعلم [3] أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة كان يقوم على المنبر فيذم علي ابن أبي طالب (عليه السلام) و شيعته و ينال منهم و يلعن قتلة عثمان و يستغفر لعثمان و يزكيه، فيقوم حجر بن عدي فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ[4] و إني أشهد أن من تذمون أحق بالفضل ممن تطرون و من تزكون أحق بالذم ممن تعيبون. فيقول له المغيرة: يا حجر و يحك اكفف عن هذا و اتق غضبة السلطان و سطوته فإنها كثيرا ما تقتل مثلك. ثم يكف عنه.
فلم يزل كذلك إلى أن خطب المغيرة يوما على المنبر و كان آخر أيامه، فنال من علي (صلوات الله عليه) و لعنه و لعن شيعته، فوثب حجر و نعر نعرة أسمعت كل من في المسجد و خارجه فقال: إنك لا تدري أيها الإنسان بمن تولع و قد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين و تقريظ المجرمين. ثم إلى أن هلك المغيرة و ذلك في سنة خمسين فجمعت الكوفة و البصرة لزياد ابن أبيه فدخلها و وجه إلى حجر فجاءه فكان له قبل ذلك صديقا فقال: قد بلغني ما كنت تفعله بالمغيرة فيحتمله منك، و إني