responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 127

و اللّه لا أحتملك على مثل ذلك أبدا، أ رأيت ما كنت تعرفني به من حب علي و وده فإن اللّه قد سلخه من صدري فصيره بغضا و عداوة، و ما كنت تعرفني به من بغض معاوية و عداوته فإن اللّه قد سلخه من صدري و حوله حبا و مودة، إنك إن تستقم تسلم لك دنياك و دينك و إن تأخذ يمينا و شمالا تهلك نفسك و تشط [1] عندي دمك، إني لا أحب التنكيل قبل التقدمة و لا آخذ بغير حجة، اللهم اشهد.

فقال حجر: لن يرى الأمير مني إلا ما يحب و قد نصح و أنا قابل لنصيحته ثم خرج من عنده فكان يتقيه و يهابه و كان زياد يدنيه و يكرمه و الشيعة تختلف إلى حجر و تسمع منه، و كان زياد يشتو بالبصرة و يصيف بالكوفة و يستخلف على البصرة سمرة ابن جندب و على الكوفة عمرو بن حريث، فقال له عمارة بن عقبة: إن الشيعة تختلف إلى حجر و تسمع منه و لا أراه عند خروجك إلا ثائرا. فدعاه زياد فحذره و أنذره و خرج إلى البصرة و استعمل عمرو بن حريث على الكوفة، فجعلت الشيعة تختلف إلى حجر و يجي‌ء حتى يجلس في المسجد فيجتمع إليه الشيعة حتى يأخذوا ثلث المسجد أو نصفه و تطيف بهم النظارة ثم يمتلئ المسجد، ثم كثروا و كثر لغطهم و ارتفعت أصواتهم بذم معاوية و شتمه و نقص زياد، و بلغ ذلك عمرو ابن حريث فصعد المنبر و اجتمع إليه أشراف أهل المصر، فحثهم على الطاعة و الجماعة و حذرهم الخلاف، فوثب إليه عنق من أصحاب حجر يكبرون و يشتمون حتى دنوا منه فحصبوه و شتموه حتى نزل و دخل القصر و أغلق عليه بابه و كتب إلى زياد بالخبر، فلما أتاه تمثل بقول كعب بن مالك:

فلما غدوا بالعرض قال سراتنا * * * علام إذا لم نمنع العرض نزرع‌

ثم قال: ما أنا بشي‌ء إن لم أمنع الكوفة من حجر و أدعه نكالا لمن بعده، ويل أمك يا حجر لقد سقط بك العشاء على سرحان‌ [2].


[1] أشاط دمه أو بدمه أي أذهبه أو عمل في هلاكه أو عرضه للقتل «منه».

[2] هذا مثل و أصله: سقط العشاء به على سرحان. قيل: أصله أن رجلا خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله «منه».

نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست