responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 58

و لما رأت الطائفة المذكورة ازدياد أتباع المذهب الحق أخذت تتبع المفتى حيثما يذهب و تؤذيه فى جسمه و ترجمه بحجارة الجور و الإهانة حيثما يعظ و ينصح من المساجد، إلا أن المفتى قد فتح صدره بالصبر لتحمل اعتراضات الملاحدة و زاد من عدد جماعته يوما بعد يوم و بهذه الطريقة استطاع أن يعظ و يخطب أحيانا حتى فى مسجد السعادة إلا أن جور ملاحدة الإمامية و أذاهم زاد قدر سعيه و جهده إذ أخذوا يرجمونه حينما يخطب فى المسجد حتى و هو يستأذن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) واقفا أمام قبره و تعرض إلى غير ذلك من الأذى و التعب حتى أصبح يخاف على نفسه فقلت جرأته- وفق عادات البشر- و أراد أن يحصر وظيفته- الإمامة و الخطابة- فى المسجد الذى ينسب لاسم الصديق الأكبر- رضى اللّه عنه- و مع هذا لم يتركوه على راحته حتى فى مسجد أبى بكر و لم يستطع أن يؤدى مهمته مستريحا.

و قد تأثر أفراد سادات المذاهب الحقة من هذا الوضع و ثقل عليهم، لذا قرروا فى مجلس عقدوه لبحث هذا الموضوع أن يخطب المفتى فى مسجد السعادة فإذا ما التزمت الطائفة المذكورة طريقة الإساءة و الأذى و التسلط كان له أن يقاومهم بالسلاح و قد كثر عددهم و على هذا عادوا يوما لأداء الصلاة فى مسجد السعادة، و قد اتحد مردة دائرة الرفض و الإلحاد على أن يؤذوا و يسيئوا للخطيب فى داخل جماعته إلا أنهم جبنوا عن ذلك لما وصلهم من اتفاق أهل المدينة على المقاومة و أنهم كلهم متسلحون و على هذا لم يستطيعوا أن يتسلطوا على الخطيب بالرجم بل أطالوا ألسنتهم و أظهروا خبثهم بهذا الشكل.

و أخذ المفتى بعد هذه الواقعة يكثر من خطبه و مواعظه فى مسجد السعادة. إلا أن هذا العمل أثار غيظ علماء الطائفة المذكورة و غضبهم لذا فكر عقلاء الأهالى أن يحموا شخص المفتى ذو المحاسن من سهام إهانة الأشقياء و عن سوء قصد الملاحدة و قرروا أن يسير أمام الخطيب المفتى حينما يقوم من مكانه الخاص و يتجه إلى منبر السعادة حارسا و شخصا آخر أطلقوا عليه مؤذن المنبر، و فى الواقع إن هذا القرار كان صائبا و مناسبا لوقته.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست