responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 57

و انتزعوا زمام الحكم فى فترة ما و اغتصبوا دور إفتاء مذاهب الحق، و تدخلوا فى الأحوال الشخصية لهذه المذاهب الحقة من حيث عقد النكاح و أخضعوا على الأحكام الفرعية لمذهبهم و أصبح لا يعقد النكاح دون الاستئذان من قضاة تلك الطائفة و دون وجود أحد أئمتهم. و طفح كيل أهل المدينة من مظالمهم التى لا تطاق و تشتتوا فى أطراف البلاد الأخرى فرادى و مثانى، و اتحد أفراد الملاحدة و اتفقوا على ألا يدخلوا أحدا من علماء المذاهب الحقة فى دار الهجرة، و طردوا العلماء الذين فى داخل المدينة واحدا تلو آخر؛ و بهذا أصبحت المدينة المنورة تحت أيدى طائفة الرافضة و خلع كل واحد منهم برقع الحياء و الأدب و خرجوا جميعا من دائرة الشرع المنجية، و ابتدعوا بدعا كثيرة متعددة و ارتكبوا مساوئ تستدعى غضب اللّه، و هكذا كانوا سببا فى احتراق مسجد السعادة، حتى إنهم رأوا بعض الأبيات كتبت على جدران المسجد الباقية دون الاحتراق من قبل الرحمن و أخبروا ذلك و كانت الأبيات المشهودة تبين إساءات الطائفة المذكورة و قد سطرت أيضا فى الصورة من الوجهة الأولى، و لما استمرت وقاحة هذه الطائفة بعد تجديد مسجد السعادة أيضا قويت إرادة أحد ملوك «نصير» الشراكسة فعين مفتيا لموحدى المذهب الحق فى المدينة المنورة، و هكذا أرسل إلى طيبة الطيبة المفتى «شاهى» من أفاضل الفقهاء، و لما وصل المفتى المرسل من «نصير» إلى المدينة رأى أن أفراد المذاهب الحقة لا حكم لهم فى المدينة المذكورة لأجل ذلك فضل أن يؤدى مهمته فى مسجد ينسب إلى أبى بكر الصديق و قد أصبح مسجد السعادة تحت سيطرة غلاة الملاحدة و أخذ يصلى هناك ليلا و نهارا يعظ و ينصح الناس فى خفاء و عزلة، و قد ظهر فى أثناء ذلك كثير من الموحدين الذين احترقت أكبادهم بنار الغيرة على الإسلام، و بذل المفتى جهده للتغلب على طائفة الملاحدة و استطاع بتصرفه الحكيم أن يدخل فى المسجد الحرام مع جم غفير ممن التفوا حوله من أتباعه و أخذ يعظ هناك و ينصح و بهذه الطريقة الأصيلة استطاع أن يزيد عدد أتباع جماعات المذهب الحق يوما بعد يوم و بهذا ظهرت علامة إمكانية التغلب على الملاحدة.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست