responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 281

و لم يفكر الوليد فى مثل هذه الأمور الدقيقة بل طلب من عمر بن عبد العزيز هدم حجرات زوجات النبى (صلى اللّه عليه و سلم) و إدخالها فى ساحة المسجد و هذا الطلب قد ملأ القلوب باليأس و جلب الحزن و الهم و الغم للجميع و من هنا رجوا من عمر بن عبد العزيز أن يطلب من الوليد بن عبد الملك أن يترك حجرات نساء النبى (صلى اللّه عليه و سلم) على حالها حتى يراها الزوار و الحجاج و يعرضون عن زخارف الدنيا، و عرض عمر بن عبد العزيز ما اتفق عليه فقهاء المدينة و أجمعوا عليه، و لكن الوليد لم يرجع عن رأيه و أمر بأن تهدم مطلقا، فاضطر هنا عمر بن عبد العزيز إلى تنفيذ أمر وليد و لكنه أبقى حجرة السيدة فاطمة- رضى اللّه عنها- و لم يهدمها.

و حينما عرضت رسالة الوليد الغير مهذبة الأسلوب على سكان دار السكينة فلا يمكن وصف ما أحدثته الرسالة من هياج بين أهل المدينة فى ذلك اليوم، و أخذ الذين سمعوا بهدم حجرات الآيات النبوية أخذوا يبكون و ينتحبون و يصيحون بحالة قد ترق لها حتى الجمادات، و قد انسحب كل واحد منهم فى ناحية و أخذ يبكى مهموما حتى أقلقوا من بالملأ الأعلى و غشيتهم بحار الهموم، و قد بلغ مقدار ما أظهره الوليد من الوقاحة فى هذا الشأن درجة أنه أراد أن يشرف بنفسه على هذا العمل دون أن يهدم الحجرات و يثير القيل و القال، فذهب محرما إلى مكة المكرمة بنية الحج و مر بالمدينة عند العودة، و لما رأى أن الحجرات المطهرة قد هدمت كلها بالقوة و أبقى حجرة فاطمة دون هدم فغضب غضبا شديدا و اعتلى المنبر السعيد و ألقى خطبة شنيعة.

و كان القائم على دار سعادة السيدة فاطمة فى ذلك الوقت هو «محسن بن الحسن بن على بن أبى طالب»- رضى اللّه عنهم- و كان محسنا يجلس فى منزله و يستمع إلى خطبة الوليد من نافذته.

و بما أن موقف محسن بن الحسن هذا أثار خصومة الوليد و غضبه نزل من على منبر الرسول و قال لابن أخيه عمر بن عبد العزيز، بما أنك هدمت جميع حجرات نساء النبى فمن غير المناسب أن تبقى على منزل فاطمة- رضى اللّه عنها- قائما، و لهذا آمرك أن تهدمه أيضا و على قول، نزل من على المنبر النبوى و أمر بهدم‌

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست