responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 280

الأرض و تصدق بها سريعا، و لما وصل الشخص المكلف بهذه المهمة من الخليفة إلى عمر بن عبد العزيز فى المدينة المنورة أعطاه رسالة الوليد فتسلم اللوازم و الأشياء المرسلة بموجب سجل و أخذها و جمع سادات المدينة و عظماءها و الأشراف.

و أحضرهم و أظهر لهم الرسالة الى أرسلها الوليد بن عبد الملك و أوصاهم بأن يوافقوا على إجراء ما جاء فى مضمون هذه الرسالة و قال لهم: «إن كان مندرجات هذه الرسالة تحتوى على وجوب إجراء بعض الأمور الصعبة و غير اللائقة فيجب السكوت عليها، لأن واقعة الحرة لم تزل قريبة منا و لم يمر وقت طويل حتى تنسى».

و بما أن رسالة الوليد قد أقلقت سادات المدينة الكرام و لا سيما جملة هدم حجرات نساء النبى العليا، فإن المضرة أصابت أذهانهم بالسوء فأسرعوا بتشكيل مجلس عام أداروا كئوس المذاكرة و أقداح المحاورة، و أبدى كل فرد رأيه فى حرية تامة فالتزموا فكر عدم السماح بهدم الحجرات و أصروا عليه، و لكن بعض القلقين من بينهم أرادوا أن يقنعوا هيئة الشورى قائلين: «إن الطريق الذى أراه لنا عمر بن عبد العزيز موافق للعقل و الحكمة، إذا ما خالفنا رأيه السديد نكون لم نستفد بعد من واقعة الحرّة الأليمة و لم ننتبه بعد، و بدلا من أن نعرض الروضة المطهرة للتلويث تحت أقدام الشاميين النجسة فمن الخير أن نوافق على أمر الوليد».

و بذلوا جهودا لذلك و ساد المجلس هدوء طويل و بعده وافقوا على توسيع مسجد السعادة كما أراد الوليد قائلين: «إذا رفضنا نكون قد عرضنا الروضة المطهرة للتلويث و سلمنا أولادنا و عيالنا بأيدينا إلى أيادى الأعداء» و ذلك حتى لا يتسببوا فى واقعة حرة أخرى، و عرضوا رسالة ابن عبد الملك للناس جميعا سائرين من الحى إلى الحى و أعلنوا القرار الواقع و أشاعوه.

و كان أهل المدينة يريدون أن يتركوا للأخلاق أثرا عظيما يبين طرفا من حياة سلطان عرش الإسلام- (عليه السلام)- يبين طريقة معيشة النبى- (عليه السلام)- و من هنا كان رفضهم الهدم لحجرات نساء النبى (صلى اللّه عليه و سلم).

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست