responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 252

أنعم أشرف الأنبياء سيدنا محمد على وائل بن حجر و اقتطع له قطعة من الأرض و كلف حضرة معاوية بكتابة وثيقة بملكيتها و أن يرى حدود هذا الموقع؛ و بعد أن أخذ وائل قطعة الورقة التى سطرت عليها ملكيته للأرض ركب جمله و خرج مع حضرة معاوية إلى الطريق.

و قطعا مسافة لا بأس بها، و كان معاوية ماشيا على قدميه لأنه لا يمتلك جملا و لما اشتدت حرارة الشمس مع مرور الوقت و أصبح المشى فوق التحمل استأذن معاوية من وائل أن يكون رديفه فى ركوب الجمل كما جرت العادة بين العرب، و كان هذا الرجاء قد جرح عظمة وائل و كبره إذ قال له يا معاوية إنك لست جديرا بأن تكون رديفا لواحد من أعاظم العرب و أشرافهم و عندئذ قال له معاوية إذا كان كذلك فأعرنى نعليك فإنهما أكثر متانة من نعلى حتى لا تؤذى قدماى فقال له وائل: «يا ابن أبى سفيان، إننى لست رجلا بخيلا؛ و لكن الملوك الذين فى حوالينا إذا ما سمعوا الخبر سيؤذى كبريائى، كفى لك شرفا بأن تسير فى ظل جملى»، و بهذا بين له أنه لن يتنازل حتى عن نعليه، و بعد مدة استولى على عظمة وائل و أرضه جيوش الفقر و تبدلت أحواله بينما أصبح معاوية بن أبى سفيان واليا على معظم سواد الشام، و سافر ابن حجر إلى الشام ليشتكى تقلبات الزمان الظالمة و تلاقى بمعاوية مضطرا، فاستقبله معاوية باحترام عظيم و أجلسه على سريره الخاص و سره بأن أجزل له العطاء و لم يتذكر الواقعة السابقة بل أخجل ابن حجر و أومأ له بأن الذين يتخلقون بالأخلاق المحمدية يتصفون بهذه المزايا العظيمة.

إذا ما وازنا مقابلة معاوية الجميلة لابن حجر فى ضمائرنا نحكم أن أخلاق أشراف القبائل العربية قد تبدلت فى عصر السعادة تبدلا جذريا.

قد فهم متكبرو الطوائف العربية أن الكبر و العظمة من الصّفات التى توجب غضب رب العزة و أنهم لا شك قد أصلحوا من أخلاقهم فى عصر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) إلا أن المرويات الآتية تثبت أنه كلما ابتعد عصر السعادة حدثت تحويلات كبيرة فى حال متكبرى العرب و شأنهم.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست