responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 251

خصص لنا مكان عال يصدق سفراء أقوام العرب فضلنا و رحمائنا على الفقراء!» و تباهوا و تفاخروا بمثل هذه الكلمات.

و قال سيدنا سرور الأنام- عليه الصلاة و السلام- «إننى لا أستطيع أن أطرد المؤمنين من مجلسى» مجيبا، إلا أنهم قالوا إن مجالسة الفقراء تجلب لنا العار و الحقارة و الخجل، على الأقل فكلما نأتى إلى مجلسك فلينصرف هؤلاء الفقراء من مجلسك متعللين بأى سبب كان إذا ما روعى هذا النظام فنحن نعرض انقيادنا و طاعتنا لك و أرادوا بهذا النهج أن يحصلوا على رضا النبى (صلى اللّه عليه و سلم) و أن يعطى لهم عهدا بذلك و إذ رجوا ذلك أحضر معدن الحلم و الكرم (صلى اللّه عليه و سلم) سيدنا على حيدر الكرار ليكتب لهم عهدا وفق مطالب المذكورين، و لكن عقب ذلك أنزل اللّه سبحانه و تعالى- الآية التى تقول‌ وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ‌. (الأنعام: 52). فصرف النبى (صلى اللّه عليه و سلم) النظر عن كتابة العهد و أحضر أصحاب الصفة- رضى اللّه عنهم- و قرأ عليهم الآية التى نزلت فى حقهم.

استطراد

كان فى ذلك الوقت بين القبائل العربية و خاصة بين شعبتى بنى أمية بنى مخزوم كثير من الحمقى انتعلوا الغطرسة و التكبر و التعظم و هم من الطائفة العرشية.

و قد وصل الغرور ببعضهم حد أنهم لم يجدوا فى هذه الدنيا الواسعة رجلا يستحق مصاحبتهم و قالوا: «لا يدانينا إلا فرقدا [1] السماء».

و إنهم لم يدركوا أن الكبر يجلب غضب الحق و يستوجب نفرة الخلق و أنه عندما ينفر الناس من أحد لن يستطيع أن يعيش حياة طبيعية سليمة و بناء على القول الذى يقول فى حق المتكبر: «الكبر على أهل الكبر صدقة» فكل الناس سينظرون إليه بالحقارة و من هنا لن تستقيم حياته.


[1] الفرقدان: نجمان ظاهران فى مكان ثابت تقريبا يهتدى بهما ليلا. أحدهما النجم القطبى، و آخر بجانبه.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست