نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 253
مثال- عندما قيل فى عصر الخلفاء العباسيين لأحد المتكبرين من بنى عبد الدار لماذا لا تسافر إلى الخليفة و تعمل على كسب حسن توجهه نحو قبيلتنا؟ فأجاب أخاف ألا يتحمل الجسر الذى سأعبر عليه أو الجمل الذى سأركبه ثقل شرفى و مزيتى و كأنه أراد أن يرمى إلى أن الخليفة إذا ما قصر فى حسن قبولى و رعايتى سيؤذى كبرى.
و كان الحجاج بن أرطأة من متكبرى العرب القدماء يتجنب الصلاة مع الجماعة، و يقول للذين يسألونه عن عدم إتيانه إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة إننى أخجل أن يقف على جانبى رجال بسطاء لأداء الصلاة.
و كان كبر ابن ثوابه يفوق جميع تكبر جميع متكبرى العرب و كان تعاظمه و نخوته أشنع و أقبح بدرجات عن غرور الحجاج بن أرطأة و هذا الأحمق الذى كان من عظماء العرب إذا ما أضطر لمكالمة أحد الزراع كان يغسل فاه بعد المكالمة.
لمؤلفه الفقير:
إذا ما عرف المتكبر مضرة كبره* * * بقبضة الندامة يضرب صدره
«انتهى»
فهؤلاء و أمثالهم من المتكبرين من رجال قبائل العرب و المتعاظمين كانوا يعدون وجود جماعات أصحاب الصفة فى مجلس السعادة حقارة لهم و إقلالا من شأنهم؛ لذا سعوا معهم بطردهم منه؛ و كانت لهم وسائلهم و حيلهم الشيطانية و فى النهاية أطلعوا النبى (صلى اللّه عليه و سلم) على ما فى ضمائرهم و طلبوا كتابة عهد بذلك؛ و لكن هذه الجماعة العظيمة كانت قد انصرفت سواء أكانت عن الدنيا أو عن مكاسبها كلية و لازموا مسجد السعادة و ادموا فى عبادة رب العزة و من هنا لم يستطع هؤلاء المتكبرون ترويج أفكارهم المسمومة، و قد صدقت الآية الجليلة (و لا تطرد الذين ...) (الأنعام: 52) صدقهم و صفاء قلوبهم، و يعد بعض الناس عدد أهل الصفة أربعمائة نفر و يوصلهم البعض إلى ستمائة نفر، و بناء على تدقيق أبى نعيم الأصفهانى فى مؤلفه «حلية الأولياء» بغض النظر عما ورد فى أسماء
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 253